دخلت الدار
دخلتُ الدار يا أبتي بحزنٍ
وعطر الدار ريحانا يفوحُ
لمستُ الصدر أثقله حنينٌ
وجدتُ العينَ بالشوقِ تبوحُ
رأيتُ البابَ يبكي من فراقٍ
وكلُ الفرشِ من فقدٍ تصيحُ
وجدتُ الأرضَ جللها غبارٌ
يخطا البؤسَ لفظهُما فصيحُ
وكان الليثُ يملؤه سرورا
ورغم الضعفِ تحسبهُ صحيحُ
يروم إليك في كل الماسي
كغيثٍ بالحنانِ بدا يسيحُ
وليسَ بطاعنٍ أبدًا بعرضٍ
ومجلسهُ لأنفُسنا يُريـــــح
إذا ما جئنا نشكوه الزمانا
كليثِ الغابِ موقفه صريح
يضاحكُ صبيةً يحنو عليهم
ويوم الفقدِ أبكاهم طريحُ
فاعجز دمعهم صبرَ الرجالِ
كأنَّ الدمع للجد يلوح
وضج الفتيةُ يبكون جدًا
وضاق بحزنهم كونٌ فسيحُ
ولستُ بذائقٍ وحدي الذهولا
فكل القوم للدمــع مسيحُ
وهالو الترب مازجه دموعٌ
وظل البشتُ في كفي ينوحُ
وغادرنا المقابرَ لستُ ادري
سوى أني إلى موتي جريحُ
وآخى الدمعُ خدي والجفونا
وأُنسي ريشةٌ والحزنُ ريحُ
وهذي قصتي في قلب دارٍ
ويمنعني الحيا شوقًا أروحُ
ولكنَّ الإباء يظل فينا
فقدسُ العِز للأبدانِ روحُ
بفعلك والدي نلنا المعالي
فكيف غفى بملحدهِ الفليحُ
فحمدًا للإلهِ على أبينا
فانَّ الخيرَ في غالي نجيحُ

عبدالله غالي المغري