|
دخلتُ الدار يا أبتي بحزنٍ |
وعطر الدار ريحانا يفوحُ |
لمستُ الصدر أثقله حنينٌ |
وجدتُ العينَ بالشوقِ تبوحُ |
رأيتُ البابَ يبكي من فراقٍ |
وكلُ الفرشِ من فقدٍ تصيحُ |
وجدتُ الأرضَ جللها غبارٌ |
يخطا البؤسَ لفظهُما فصيحُ |
وكان الليثُ يملؤه سرورا |
ورغم الضعفِ تحسبهُ صحيحُ |
يروم إليك في كل الماسي |
كغيثٍ بالحنانِ بدا يسيحُ |
وليسَ بطاعنٍ أبدًا بعرضٍ |
ومجلسهُ لأنفُسنا يُريـــــح |
إذا ما جئنا نشكوه الزمانا |
كليثِ الغابِ موقفه صريح |
يضاحكُ صبيةً يحنو عليهم |
ويوم الفقدِ أبكاهم طريحُ |
فاعجز دمعهم صبرَ الرجالِ |
كأنَّ الدمع للجد يلوح |
وضج الفتيةُ يبكون جدًا |
وضاق بحزنهم كونٌ فسيحُ |
ولستُ بذائقٍ وحدي الذهولا |
فكل القوم للدمــع مسيحُ |
وهالو الترب مازجه دموعٌ |
وظل البشتُ في كفي ينوحُ |
وغادرنا المقابرَ لستُ ادري |
سوى أني إلى موتي جريحُ |
وآخى الدمعُ خدي والجفونا |
وأُنسي ريشةٌ والحزنُ ريحُ |
وهذي قصتي في قلب دارٍ |
ويمنعني الحيا شوقًا أروحُ |
ولكنَّ الإباء يظل فينا |
فقدسُ العِز للأبدانِ روحُ |
بفعلك والدي نلنا المعالي |
فكيف غفى بملحدهِ الفليحُ |
فحمدًا للإلهِ على أبينا |
فانَّ الخيرَ في غالي نجيحُ |