خطاب العار
:
لم يعدْ للعراقِِ سوى العراق
والتتارُ على أبوابها
ستنهض وتدق رقابُهم
وتدق الأعناقْ
لم يعد سوى الله
لكِ يا بابل
لكَ يا عراق
:
لا تنتظر ان تمطرَ الصحراء
والسيلُ لن يفيضَ بغير الزبدِ
ولا تنتظر سماع الآه
والعيون أصابها الرمد
والأطلسي بعيدٌ...
يا سيدي...
بعيد...
لا طارقٌ هناك
ولا موسى
ولا القيروانُ هي القيروان
وحدكَ يا سيد العصورِ
يا سيدَ الأزمنةِ
وحدكَ لا سواكَ
ولا سوى الله
ودجلة
والفرات
يا سيدَ الشعر ... نغنيك نثرا
يا سيدَ النشيدِ
يا مهجع خيول الرشيد
يا صرحَ امجادي
ووعيدي
... لك الله
لا الأزمنةً الساقطةً
من صفحاتِ التاريخِ
وكتبِ الجاحظ
ومجون أبى النواس
يا سيدي
لك اللهً
دون ذلك توارت النخوةُ والإحساس
لا شعور بنخوةِ المعتصم
ولا عمورية
ولا أجنادين باقية
ولا جالوت وصفورية
لا شيء... لاشيء
سوى قيدٍ يكبلنا
حجة نهرب فيها
الى اللامنتهى
الى اللاشيء
لأننا لا شيء يا سيدي
:
سيدي ... عراقُ التاريخِ
نحن الكاذبون بأمر السلطان
نحن المغيبون بفرمان
نحن ... نحن كنا عربا
كنا سادة ذات يوم
كنا .. وكان فعلٌ غير مكتمل
هربنا الى حيث لا نكتمل
خبأنا رؤوسنا في الرملِ
وشربَ سيدُ الأمر نخبه
حتى ثمل
ألقى خطبة عصماء
فكانت بدايةَ الفعل
حكاية حسناء
قلنا ستكون هي البداية
شدوا الوثاق
يا رفاق
شدوا الوثاق
سيدُ الأمر سيمضي بنا
الى حيث يشتاق العراق
الى نزال صاخب
حَرْفُهُ سنابكُ الخيلُ
وسجع خطبتهِ صليلُ السيوفِ
دقوا الدفوف...
يا صبايا الحي ... دقوا الدفوف
أسنَّةُ الرماح...
قوافي الحروف
أنَفَةٌ تحكي حالتها رفعة الأنوف
ونهايةُ الخطاب
أعطى سيدُ الأمر الجواب
سدوا المنافذ
وأشحذوا الحراب
لا... لرؤوس المغول
و إنما لنا نحن
من صفق للخطاب
وكانت رسالة عتاب
لمن نُبقي ديارَنا
إن حلَّ في الصحراء الخراب ؟!
***
عبد السلام العطاري
20نيسان2003