اعتراف ناسك
مرّت على عجلٍ في تيـــه أفكـــــاري
فاستوقفتني كثيــرا بين أذكـــــــــاري
نـــــاجيت ربي على أني ستعصمنـــي
مناسكي، خشيةً من بطش جبــــــــــارِ
لا عاصم اليوم جاء الرد من غنــــــج
فاض الجمال به فاستسلم الســـــــاري
أرخيتُ مرساةََ عيني كي تطوفَ بهـــا
فصرتُ قشة أشواق بتيـــــــــــــــــــارِ
غرقتُ والزهدُ أعطـــــاني شفافيـــــةً
كيما أذوب هياما غيرَ مختـــــــــــــارِ
كأنهـــــا سلبت عقلي بطلعتهـــــــــــا
كالناي تمشي بهالات وأقمـــــــــــــارِ
ألقيتُ مسبحتي ، وِردي ، وطرت بها
شدوا فلا ترمني ياصاحِ بالعـــــــــــارِ
كانت فراشات حقل (بُغددتْ) مرحـــاً
وكنتُ حقــــــلاً من الآلام (ذي قاري)
كانت ككاسٍ دهاقٍ عتقت زمنــــــــــا
ممزوجة بندى صبــــــحٍ بمـقــــــــدارِ
حلّتْ قصيدةَ شعرٍ ما حلمتُ بهــــــــا
أو راودتني ولا مرّتْ بأفـكـــــــــاري
سُبحان من أتقنَ الإبداعَ في فمهـــــــا
آيٍ من الحسن جلـّتْ قدرةُ البــــــاري
وصورَ العينَ عيناً ، لا مفـرّ لنـــــــــا
فـيـبـتـلـيـنــا إذا جالت بأســــــــــــرارِ
وقال للشَعر كنْ شعراً، وقال كــــــــذا
لكل شيء بها من غير تكـــــــــــــرارِ
فلا تلمنيَ فيها وهي قد فـَتَـنَـــــــــــــتْ
كلَّ البلادِ فكيف الأمر بالجــــــــــــــارِ
لها قوام ٌ، كـــــــأن الله سخـّـــــــــرهُ
ليُدخِلَ الناسَ أفواجاً إلى النــــــــــــار ِ
مهـلاً الهي أذا لم تنجني فانــــــــــــــا
هاوٍ بلا ريب، فافرقْ عن لظىً داري


ذي قار / محافظة في جنوب العراق