إنِّـي مِنــْكِ !!!!!
شعر: أميرة عمارة

أعِيدِي يَا غُيومَ الصَّمْتِ شَمْسِي
وردِّي عَن فُؤادِي كلَّ بُـؤسِ.
فَإنِّي في بِحَارِ التيـهِ أمْضِـي
كأنِّي مَا وَعيتُ عِظَاتِ دَرْسِي.
ظِلالُ الشِّعْرِ أغْرَتْنِـي بِـرِيٍ
بِهِ لَحْنُ المَـودةِ مَـاءُ أُنْـسِ.
وأجْهَدَنِي مَسَـاءٌ لا يُـوارِي
سوى ظل بَكتْهُ فُصُولُ أَمْسِـي.
هُمُومِي فـي تَوالِيهَـا عَـذابٌ
وَبَوْحِي لا يُصبِّـرُ أو يُنَسِّـي.
فَـلا قَلَمِـي يُمَنِّينِـي بِفَـنٍ
ولا وَرَقِي يُعَانُقُ فـيَّ حِسِّـي.
ولا الآمالُ تَسْقينـي، فأحْيَـا
عَلى ذات ِالطريقِ بغيرِ يَـأسِ.
ولكن هَدَّني مَا ضَـاعَ منِّـي
وَحَرَّقَ مُهْجَتِي وأذابَ بَأسِـي.
وزادَ الهمَّ فـي رُوحِـي بَـلاءٌ
ألمَّ بِقِبْلَـةِ الإسـلامِ قُدْسـي.
أراهَا بالشدائـدِ كُـلَّ يَـومٍ
وَبُعْدِي عَنْ ثَرَاهَا ليسَ يُنْسِـي.
فأذْرِفُ دَمْعَةً تَجْتَـاحُ صَمتًـا
عَلى وَجَلٍ وَضَعْفٍ دُونَ هَمْسِ.
وأصْمُتُ ثُمَّ أصْمُتُ ثُمَّ أغْـدُو
عَلَى بَابِ المَنِيَّةِ قَـابَ قَـوسِ.
وأرسُـمُ حُقْبَـةَ الآلامِ بَحـرًا
وأَمْزجُ فكرَتِي بِخُواءِ كَأسِـي.
فهل يَا قِبْلَتِي الأُولَـى سَأحْيَـا
لأشْهَدَ في فَضَائِكِ كُلَّ عُرْسِ؟
يُرَاودُنِي خَيَـالٌ فـي مَنَامِـي
بأنِّي فيكِ أَحْيَا بَعْـدَ حَبْـسِ.
فإنِّي مِنْكِ، هَذَا لَـونُ دَمِّـي
مزيجٌ مِنْ ثَرَاكِ ومَـا بحِسِّـي.
وأنتِ وشَعْبُكِ الغَالـي بِقَلْبِـي
وفِكْرِي فِيكِ يُصْبحُ ثُمَّ يُمْسِي.
فعُذْرًا إنْ أَتيْتُ اليـومَ حَبْـوًا
عَلَى حَرْفٍ يُسَطِّرُنِـي بِتَعْـسِ.