يامقلة هطلـت سُقيـا الشقـاء دَمَـا
فعرّشَ اليأس في قفر الجـوى ونمـا
ما لي أسامـر هـذا الليـل أشحـذه
طيفا ولم أرَ فـي استقبالـه كرمـا؟
نام الرفاق ومن جفن السكون صحت
حشاشة الشوق تشكو للدمـوع ظمـا
أحصي جراحا فما أنفـكّ مـن رقـمٍ
إلاّ تذكـرت جرحـا يرفـع الرقـمـا
أعيـدهـا ولإيْمَـانـي مـنـاوبـةٌ
علـيّ يـالَـ لَديـغٍ قـطّ مـا ندمـا!
تنازعـت لاغتنامـي كـلُّ نـازلـةٍ
ألقت - لتكفلني في خطبهـا - قلمـا
ياليل ها أنـاْ ذا وحـدي أسيـر وقـد
عزّ الأنيـس ومـلّ الحـب وانهزمـا
أنامل الحـزن لـم تبخـل برقصتهـا
على شراييـن نـاي يعـزف الألمـا
أقلّب الأمنيات الخضـر وهـي علـى
كفّـيّ أخيـلـةٌ خـدّاعـة ودُمــى
وفاتني الغض يغفـو فـي وسائـده
ويحتسي من يـديْ نعمائـه الشبمـا
.
.
من ذا ينادي وماحولي سوى شبح الـ
ـظلام ينفث في هذا المدى السأمـا؟
من ذا ينادي..؟ لعلّي من معاقرة الـ
أوهام أقدح في سمعي الـذي وهمـا
وحدي هنا أغزل النعمـى وأنقضهـا
رغما ونول مصيري قطّ مـا ابتسمـا
يكسو الغبار حكاياتي فيسكننـي الـ
ـثبات حتى تعـرّي الريـح ما عتمـا
وينفخ الصحو في صور الفـؤاد فـلا
تظـل أمنـيـةٌ إلاّ غــدت عـدمـا
تعبـت أن أتمنـى - لا أريـد غــدي -
وأن أخصّ بقربان الهـوى صنمـا
!!