.
.
أنا أحبك !
.
.
لمن ترف شغاف القلب في طرب?
أظلّ للحب نبضٌ بعد لم يثب؟
وفي السنين رماداتٌ مؤبّدة
وليل فوديّ يشكو زحمة الشهب
وللجراح التفاتٌ كلّما همست
حسناء أو جهرت بالحب في طلبي
عهد من العمر لم تنبس به شفتي
حبا وكم جهرت بالحزن والغضب؟
أيامه بالغت طولا لأحسبها
من فرط أهوالها دهرا من الحقب
في كل لحظة أنسٍ مأتمٌ وعلى
كلّ ابتسامة ثغرٍ كفّ مغتصب
ورحلة نحو مجهولٍ يصاحبها
يأسٌ كرحلة موتورٍ إلى النشب
ياشرعة الكون هلّا ترأفين بنا؟
أو تأذنين لمن أشقيت بالهرب؟
أرسلتها وفؤادي يغتلي وجعا
يخطو إلى الموت في ثارات منقلب
وإذ بها تتهادى روح واعدة الـ
ـهطول وابل نعماء بلا سحب
أنثى يرتّلها آياتِ مَكْرُمةٍ
لسانُ منتظر في شوق ملتهب
كأنّها الضوء ,روح الطل, رائحة الـ
ـربيع تخطر في لونٍ من العجب
عرفتها هي منذ البدء تسكنني
من ألف عامٍ مضت تختال في عصبي
وإنما كنتُ في ليلي بلا أملٍ
للصبح يشغلني عن نيلها نصبي
كانت تدوّن تأريخي بصفحتها
وكنت أكفر بالتدوين والكتب
كانت تخيط لقلبي ثوب منتصرٍ
وكنت أحسب- ظنا - سوء منقلبي
كانت تؤمّل فتح الشعر من شفتي
وكنت أرسله في اللهو واللعب
وحينما انتفضت ألغيتُ أزمنةً
مضت ولم أجن من أيامها إربي
فأعلنت عهدها أنّي أحقّ بها
وجاهرت بالهوى وهي الشقيّة بي
هزّت شغاف فؤادي والمخاض هوىً
واسّاقط الشعر إيقاعا بلا تعب
وإذ خياليَ في مجنى الرؤى شفة
عجلى تلامس عنقودا من العنب
.
.
حبيبتي لك منِّي ألف قافية
إيقاعها الحب وزنا غير مضطرب
مدّي ذراعيك نحوي ,خلّصي بهما
أحلام جفنين مصلوبٍ ومنتحب
هذا الشتاء أتى لا شيء يدفئني
إلاّك.. فكي وثاق الصدر واقتربي
وزمّليني بأنفاس أحس إذا
دنت بفن اختصار الصيف, باللهب
حتى إذا اشتد أمر الشوق وامتزج الـ
ـروحان والتذّ مضمومٌ بمنجذب
ارخي جدائلك السوداء ضاربة
على اختلاس عيون الكون بالحجب
لا تتركي غيمة إلا رسمت على
بياضها بجنون الحب والصخب
فأنت وحيٌ تزفّين الجمال إلى
قلبي ليصبح في دنيا الغرام نبي
لونتِ هذا المدى لوّنت أخيلتي
وحين طاب الهوى لونت لي أدبي
وصرتِ عنوان قلبي مذ أقمت به
هوية الروح تاريخ الهوى نسبي
أنا أحبك هذا ما أسطره
في الشعر والسر فاق الجهر في رتب
وكي أخلّد هذا الحب فاتنتي
ماكان للشعر إلا أن يحلّق بي

طالع العقدي
20/9/1430هـ