بسم الله الرحمن الرحيم

حين جئت وشاهدت أسماء الإخوة الشعراء والأدباء الكبار والذين عرفت بعضهم في غير مكان وشاهدت هذا العطاء والإبداع المتميز .. سعدت جدا ً وأحسست برغبة في التوقف معكم في هذه الواحة الجميلة ولو لبعض الوقت ..
أرجو أن أكون عند حسن ظنكم جميعا

ويسعدني أن أشارك بقصيدة لي أنشرها لأول مرة ...


==============

----
في ذاكرة الجسد العربي
- ماجد الخطاب -
----
جَـســـــــــــدٌ تـُراقِـصُ جرحـَــه الآلامُ
وعـلـيـــــــه حـدّ ُ الـذل راح يُـقــــام
لم َيـبـقَ مـنـه ســـــوى بـقـيـة عــزة ٍ
تـصـحـو عـلى أطـلالـها وتـنــــــــام
جرفتْ رياح القهــــــــرعطرَ وروده
وتعـطـلـت عـن عـشـقه الأنســــــــام
قـتـلـوه إرهابــــــاً وقالـوا هـكـــــــذا
ســــيكافـَحُ الإرهـــــاب والإجــــرام
كســروا كـؤوس الحب في أحلامــــــه
و غـداً يـمـــوت الـحــب والأحـلام
ســــــرقوا عناقيد الكروم .. وتينـَهـا
لــم َيبــْــقَ لا كــــــرْمٌ .. ولا كـــرّام
يا غـصة الشــعراء .. هل مـِن قـُبلةٍ
ما عدت أكتب للجمال قصـــــــــائدي
فالعشــــــــق في زمن الهوان حـرام
عبث الســــراب بيانعات مشـــاعري
فأنا ونهـــر العاشـــــــــقين حطــــام
غربتْ بعصر الكره شـــمس بلاغتي
لا الحُـسْـــــــن ُ يُـرجِعهـا ولا الإلهام
هذا زمـــــــــــــــــــان لا يعانق أمّـة ً
ســــــــــــكنت بنبض دمائـها الأنغام
هذا زمان الأقــــــــــوياء .. إلى متى
نأتي ونـذهـب والـخـصـام خـصــام
هذا زمان الأقويــــــــاء .. إلى متى
تـُســبـى الـرعـيـة والرعاة نيـــــام
صدئت ســـيوف الفاتحين ولم يعــد
فـوق الخيول ( قـتيبة ٌ ) و( هـشام )
وجميع أحلام الـعـروبـة صـُـودِرتْ
و تـنـكـرتْ لـرجـالـهـــــا الأيــــــــــام
ضاعت ( نياشين ) البطولة والـفـدا
لم يـبـقَ من صـدر ٍ عليـه وســــــــام
رحـنا نـقـدس رهـبـة ً حــــــــكامَـنـا
حـتــى تـَـألـَّـه عـنـدنــــا الحـكـــــــام
لن يكتب التاريخ فصـــل هوانهـــــم
كي لا تـشـوه وجهــه الأســــــــــــقام
مَنْ ضَمّ ( خالدَ ) و( الرشيدَ ) بسِفْره
يأبـــي بـــه أن تُـــذكــــر الأقــــــزام
تُـشــفى الجراح مع السنين وتنتهي
إلا جـــــــراح الــذل لا تــلـتــــــــــــام
ســــافرت في البلدان أبحث عن غدٍ
تـُمحى به من دفـتـري الآثــــــــــــــام
فإذا البلاد على العــــــــــزاء مقيمة
ورجالها ونســـــــــــــــــــــــاؤها أيتام
و دفاتر التاريــــخ تنعي مجدهــــــا
وتموت فوق ســـــــــــــطورها الأقلام
قلب الزمان وبُدِّلت أشـــــــــــــياؤه
الطـــــــــــــيبون مخالب وأظافـــــر
والمجرمــــــــــــــون بلابل وحمام ؟!!
أوَ كلما نـزلـّتْ هنــــــــــاك َ مصيبة
فأنا بهــــــــا دون الجــــــــميع أُلام ؟!
أو كلما هُـدمت هناك دويــــــــــرة
فأنا الســــــــفيه الظــــــالم الهــدام ؟!
أو كلما في الغــرب ماتت نمـلــــة ٌ
قالوا وراء مماتها الإســــــــــــلام ؟!
هم يعملون بألف ألف وســـــــيلة
ليصير ســـــــــــــــيد عصرنا حاخام
لن يطفئوا نـــــور الحياة بحقدهم
مهما تواعد في الظــــــــــــــلام لئام
قل للـــــذي في الحزن ظن زوالنا
نحن البقــــاء وثغــره البســــــــــــام
هي حقبة وتمر .. لا طاغـوتهـــــا
باق ٍ ولا الخـُــــــــــــــــــدام والأزلام
من هـــذه الأرض الأبـية يـبـتـدي
نــــور الحياة ويـنـتـهي الإظــــــــلام
عرب .. وتعرفنا الفضائل و النهى
ولنا بما فـــــوق النجـــــــوم مقــــام
بلســاننا نزل الكتاب .. وحســـبنا
مـنـا ( الرسـول ) وصـــحبه الأعلام
نحن الحضارة قبل كل حضــــارة
ولنا بكل حضــــارة إســــــــــــــــهام
نحن الحقيقة والوجود وجــــودنا
والآخــــــرون جـمـيـعـهـم أوهــــــام
نحن العدالة والشــــرائع والرؤى
من خُـلْـقِـنا تـُـســــــــتـنـبَـط الأحكام
وإلى روابينا الأبيــــــــــــة ينتمي
عِـلْمُ الفداء .. وشـــــيخه ( القسّام )
يا أيها الوطــــــــن الذي علمْـتَـنا
أنّ الحـــــــــياة محـبــــــة و وئـــــام
يا أيها الوطـــــــــن الذي علمتـنا
أن الحــــكاية وردة وحســــــــــــــام
أقدارنا أنــــا نمـد قـلـوبـنـــــــــــا
جـســــــــــراُ لتعـبر فـوقـه الأقـــوام
نحن القلوب المفعـَمات مــــــودة ً
و قـسـاتـها حـيـن البلاد تـُضــــــــــام
أعلامنـــا خــفاقـــــــــة وبحـبـنـا
ســــــتـظـل تخفق هذه الأعـــــــــلام
أصــــنام عصر الجاهلية حُـطِمتْ
وغداً تـُحـطـَّمُ هذه الأصــــــــــــــــنام