السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول مشاركاتي معكم قصيدة على طريقة الموشحات الأندلسية
أتمنى أن أكون وفِّقتُ بها وأن ترقى إلى استحسان ذائقتكم :

أَصبحَ الصُّبحُ ولم تغفوا المُقَلْ=والمدَى كالمعهَدِ المُندَرِسِ
وأريجُ الخلِّ فيهِ لم يزَلْ=غارِساً بُورِكَ من مُغتَرَسِ

النَّوى يُشعِلُ في القلبِ اللَّهَبْ=والخيالُ يُذكي ذكرىً تُحرِقُ
يُفرَغُ الصبرُ كماءٍ انسَكَبْ=والأماني كالصباحِ تُشرِقُ
اللِّقاءُ باتَ قصراً من ذَهَبْ=أو جماداً بالبيانِ ينطِقُ

حظُّنا يأبى علينا نحتفِلْ=ملأَ السُّبلَ لها بالنَّحَسِ
بعدَ أن فكَّكنا أسرارَ الجُمَلْ=ابتُلينا عندها بالخَرَسِ

لم تَصِلني وهْيَ تنوي هجْرَها=لكنِ الأقدارُ شاءَتْ تبْتَلي
في قيودٍ لو أرَدنا كسْرَها=أقبَلَ الدَّهرُ إلينا يحْتَلِ
وليالٍ قد تمنَّى حصْرَها=كانَ خطْوُ البدرِ فيها يخْتَلِ

والذي أرسى الرواسي والقُلَلْ=لجمالُ الوَصلِ في الأندَلُسِ
لم أرى حُسناً بشيْءٍ اكتَمَلْ=قبلها إلا كحِلمِ النَّدُسِ

أيُّ مجدٍ أيُّ ذكرى نَسْتَقي=أيُّ عزٍّ وجلالٍ مَرَّنا
ليسَ تُروينا حكايا المُشفِقِ=أو تصاويرٌ بها ما حَرَّنا
هاتُوا غِرناطةَ يوماً نلتقي=هاتوا اشْبيليَّةَ،هاتوا السَّنا

يومَ كنَّا في الحُقولِ والحُلَلْ=نرمُقُ الغيمَ نَفي للنَّرجِسِ
يضحَكُ الوردُ على وقعِ القُبَلْ=ينشُرُ العَرفَ نديَّ الملمَسِ

صارَ ما شادَ الملوكُ مُتحَفا=حينَ أمسى بينَ أيدي الصُلُبِ
بارِقُ التوحيدِ فيها انطَفى=أصبَحَ المسجِدُ بارَ الصُّهُبِ
كلُّ عادٍ وحسودٍ اشتَفى=مُحيَت بالدَّمِ أغلى الكُتُبِ

يكرَهُ الغَيْثَ منِ ارتاعَ البلَلْ=يرتضي عن نَضْرَةٍ باليَبَسِ
افترقنا لا وعودَ لا أجَلْ=وكُلِمنا بعدها في القُدُسِ