يا وطني

يارض سومر وبابل والحضر
وكل جبل وسهل ونهر
اليوم في زمن التغني بالحضارات
أرى حضاراتك تترنح
أمام ضربات موجعة
وموجات.. لاقوامٍ ظلامية
تجمعت أمام شفرات مفاتيح حكاياتك الموغلة في القدم
تحتسي كؤوس الحقد فيما بينها
وتعصف من أفواهها ريح صفراء
معلنة عناوينها من دهاليز الكهوف
مثل: جزيرة الغضب –وخرافات العجب
ولعنة الآلهة..
تفاوضت على بلاط الملكة "شبعاد"
.......
ملكتي شبعاد سيدة أوروك
دفعني أليك وطني النازف على الدوام
واوجاع شعبي التي لم تسترح يوما ولا تنام
ومدن.. امتلأت ساحاتها بالموتى
تلوح اقبية رمادية في الافق
ولحاً تلهث وراء قطرة دمٍ.. تحصل عليها
من قتل انسان
لختم جواز العبور الى الجنة
وهي تبشر بنشر الدعوة من جديد
...كل طرف يقول لي الحق
بتطبيق الإسلام على ارض العراق
والعراق يقول كفاكم لقد نلتم مني
كما نال داوود من جالوت
فانا مسلم كما كنتم تريدون
وأريد أن أعيش حرا كما كنتم لا تريدون
خنقتني روياتكم
وذبحتني سيوفكم
وصارت ارضي ميادين خيولكم
على مبدأ "اسلم تسلم"
ومنذ زمن بعيد وأنا.. ادفع ضريبة التاريخ
لأنه مليء بالأخطاء.. فبطشت تجاوزاته بمعالمي
ونبذني كل شئ ..حتى الطيور هجرت مواطنها
تبحث عن الأمن والآمان
رحماك يا وطني ..متى تبعث من جديد
ويغسل رافديك تجاعيد محياك
وتبتسم حضاراتك مجددا
يا وطني