ياطفـلةَ الإلـهامِ مابالُ الـورقْ عصفــتْ به نيرانُ صـمتِكِ فاحتــرقْ
هيا اصرخي ودعي الوجومَ فإنـني مذْ غـابَ صوتُكِ ماحَفِـلتُ بمن نَــطقْ
هيا اخلقي لغةَ القصيدِ وأتقـني فإجادةُ التكـوينِ تُنصـفُ من خَــلَقْ
لاتقتلي حرفي الضعيفَ وقـد هـوى في سفرِ عينـِكِ باكـياً حـينَ اختَنَقْ
قد كان في رحَمِ الخيالِ كنطفــةٍ من مضغةٍ أضحتْ أُخيلَتُها عَـــلَــقْ
فكسوتِهِ ثوبَ الـجلالِ فــلم يـزلْ مـتفرداً حــتى تـكامـلَ واتّــسَقْ
قـد كـان لي شعرٌ كـسـيرٌ خـائفٌ لم يُبـقِ مـنهُ العاذلونَ سوى رَمَقْ
فأعـذتِهِ باللهِ مـن شــرِ الــونى ومنـحـتِهَ سِــفرَالبلاغـةِ فانْـعَتَقْ
حررتِ من كلِ القــيودِ قصــائدي فمضتْ إلى الأسماعِ يحملُها النَزَق
ياخنجرَ الأوزانِ قلْ لي ما الذي أغــراكَ بي فَجعَلـتَ أشـعاري مِـزَقْ؟
ومن الذي سكبَ الزِحافَ على فمي من حاكمَ الحرفَ الحزينَ ومن شنـَقَ؟
إني وهبتُ الشـعرَ قلـباً صادقاً .... أوَهكذا يـُجـزى المُــحبُ إذا صـدقْ؟ أ وَلم أكنْ بالإمسِ في بحرِ الرؤى
يرسو الخليلُ على ضفافِ مشاعري فيُجيزَ لي بحراً فريداَ ما انطـرَقْ
فالشعرُ أعظمُ من مـعاولِ وزنـِه ما الشعرُ إلا نبضُ قلبٍ قـد خفــَقْ
مابالُ أبــياتي تداعى لحنُها حـتى تــوارتْ. لاوميــض ولا ألــقْ؟
ياطـفـلةَالإلهام غـني واطربي لا تـحفـلي أبـداً بـمـأفـونٍ نعَـقَ
أنا ما كتبتُ الشعرَ بُغيةَ رِفعةٍ أو كي يقـال لقد تمـيزَ واخــتلَقْ
إني نديم الحزن في ليلِ الهوى ومـدامــتي كـأسٌ يـكـدرُهـا الأرَقْ
كأسٌ بها الأشواقُ تُسْكِرُ مُهـجـتي حـتى يُغـَيْبها الحـنينُ المُــغتَبَقْ
فأفيقُ لا أدري بمن سَـكبَ الأسـى فـي راحِ شـرياني فَفـَجَـرَ ما دَهَـقْ
لولا القصائد ما احتملتُ مواجعي ولذابَ قلبي المُبتلَى لـما وَمــَقْ
في عينِ ليلى قد صنعتُ ســفائني وركبتُ بحرَ الشعرِ لم أخشَ الـغرقْ
دونتُ أبياتي بحبـرِ مـدامـعـي وبنورِ حـبٍ بـين أضـلاعـي انـبثـقْ
ورميتها للريحِ كي تمضي بــها نحو الضفاف وقد أحاط بها الفـَلقْ
ياطـفلةَ الإلـهامِ لاتستـسـلـمي فالخـوفُ لا يجدي ولن يجدي الـقلقْ
هيا ارسلي وحي البيانِ فـإنني خَلّفْتُ أتـباعي عـــلى إثــري فِرَقْ
ولعلني يوماً أعـود إلــيهـمُ بنبـوءةٍ تـُنهي التـناحرَ والحَــنَقْ