متى نتعصب !!!
التعصب هي كلمة بحد ذاتها تروي لنا امورا غاية في الأيدلوجية تروي لنا عقلية القوة والوفاء المنقطع النظير ، العصبية فكر عقلي تحكم
لا ارادي بالإنسان ، التعصب لا يخدم فردا ولا قائدا انما فكرا لامة أو مجموعة ،التعصب وطنا لاتجاه واحد وبطريق واحد وبدون أي تفرعات ،التعصب لا
يقبل تقدم ولا تحضر انما هو متمسك بفكره "السامي".
لقد تقدم العالم وما زال يتقدم وسوف يتقدم طالما كتب الله له الاستمرار، وبينما هذا التقدم مستمر يتراجع التعصب ليعصف بأهله الى قعر الهاوية وظلومات
التعسف والقهر ،هذا التعصب قد احتل تفكير شبابنا فما زلنا إلى يومنا هذا نتناقش ونختلف بأمور قد سبقت ومضى زمانها منذ عقود وقرون ، فالشعوب الغربية
تخطط أن تزور المريخ بعد أن احتلت الفضاء ونحن ما زلنا متعصبين لا نقبل التفكير الجديد ، ما زلنا نبكي على الاطلال مع كل حوار بين الحضارات ،ما زلنا
نُعلم اطفالنا بأننا "سُدنا" العالم فيما مضى ونخجل أن نقول ونخبرهم عن احوالنا في هذا الزمان .
هم وصلوا...وصنعوا...واخترعوا...و نتجوا... وبنوا...وحفروا... وعملوا... كل ما هو خير وجميل ومفيد للإنسانية والبشرية ،هم جعلوا حياة الافراد
اسهل باختراعاتهم...وحياة الجماعات اسعد بصناعاتهم .
أما نحن فما زلنا ندون اساطير التاريخ حول أتفه الأمور التي دفنها الغرب ونسيها منذ زمن لا يذكر ، حول "تعليم المرأة "
حول "تعدد الزوجات " حول "المرأة ورخصة السياقة " حول "عمل المرأة " حول "الغناء " حول "النرجيلة" ...نعم تلك الأمور
اصبحت هموم شارعنا العربي:هل النرجيلة حرام أم حلال ؟؟ هل يخالف عمل المرأة الشرع أم العادات والتقاليد ؟؟ وهل وهل وهل ....
متى نتعصب على هؤلاء الذين ما زال تفكيرهم ينتمي للتأخر العلمي والديني والأخلاقي والإنساني ؟؟ متى نقول لهم لا!!! ثم لا !!! متى
نزيحهم عن طريق السمو ورفعة المجتمعات ؟!! متى يكون تفكيرنا عالياً رفيعاً ؟!!! متى نطردهم ونبعدهم عن بوابة الرُقي ؟؟ متى نفتح
منظار معرفتنا على واقعيتنا وحقيقتنا الصفراء؟؟ فعلا متى نتعصب على العصبية؟!!
هيا لنتعصب .