في عشقك الّلجيُّ أسبحُ كالغريق
ويتوهُ في أمواجه منّي الشهيق

وأردّدُ التّسبيحَ في غسق الدُّجى
وكأنّني ذو النّون في العمق السّحيق

سُلبتْ قُوايَ وأُجْهدتْ منّي الخُطى
ومن البعيد يلوحُ لي بعض البريق

ويطوفُ بي بمداره وجنونه
فأضيعُ كالنّجم المُذ نّب والطليق

وأصابت الرّعشاتُ قلبي فانكفى
نحو الكؤوس يلوذُ من فوح الحريق

وأُصارعُ الولعَ المثير بمهجة
لم تلق للّقيا دليلَ ولا طريق

في عُزْلة تركت هوايَ يؤزُّني
كلهيب كانون أغضُّ وأستفيق

وأبت تمُدُّ لي الكفوفَ لأرتقي
لفساح حُضن عن جنانه لا أُطيق

وكأنّني سلّمتُ قلبيَ حتفَهُ
فاقتاتهُ الحوتُ المسافرُ كالعليق

لاشجرة اليقطين قد حفلت به
أوضمّهُ بشواطئ العشق الرفيق