مآسي الشام


صورٌ من الشام
لم يعُد للجرح في القلب نزيف
أ و برمش العين للدمع رفيف
بعدما استهلكتَ ياعصرُ دمائي
ودموعي من تجنّيكَ السّخيف
هاهيَ أرواحُ شعبي قُدّمتْ
كقرابين لمأفون حليف
سُجّلت في ألف ديوان ومتن
سُيّرت للسّحل والذّبح صفوف
هذه أرضي على مدّ الرّبا
بعض أطلال مبان وكهوف
أيُّ دمع بعدها للحُزن يبقى
ودمي المسكوبُ في الأرض يطوف
أيّ صوت من فمي من بعد خنق
بدخان فاح في صدري الضّعيف
كم صرخنا وتعلّقْنا بوهم
وانتهت أصواتنا خلف الكسوف
كم حلمنا بشقيق ومُغيث
فاغتدى الكُلُّ إلى حكّ الأنوف
أوصدوا الآذانَ والأحداقَ جُبناً
واكتفى البعضُ بتصريح شفيف
أوبشجب في أثير دون معنى
طار في الدُّنيا كأوراق الخريف
جعْجعات لحلول دون عزم
وانتهى الأمر بصالون الضّيوف
أجلوا الحسم لتجميع الرّؤى
بعدما تمحو أمانينا السّقوف
هكذا في أرض درعا ودمشق
لم نجد للعُرب كعكاً ورغيف
في حماة وبحمص نحتسي
قطرة الموت من السّمّ الزعوف
تُسقطُ الأطفال من أرحام أمّ
ثمّ تُلقيها بأطراف الرّصيف
أوكلونا لمصير دون غوث
بين نيران وترويع مخيف