مثل عمودين من المـلح ..!


[1]

أنـا .. أنت / شبيهانِ
بنكهةِ الإسمنتِ صرنـا أبيضينْ / مثـلُ عمودينِ من المـلحِ /
يطوقنـا رداءُ الغـُبارِ / خط ُ سوادْ.
هـا أنـت .. أنـا / من بـابٍ إلى بـابْ / وجـدارٍ جدارْ / نبحثُ عن رائحةِ الطينِ /
مـا الطين قـيلْ / وقيلَ / استواءُ الحياةِ : منهُ إليـهِ .. /
فيه تنهضُ أشجـارُ الشُخوصِ /
وفيه يقطـرُ دمُّ الغيابِ وشوقُ الإيـابْ ..
أنت أنـا ..
يـُنهكـُنا الغُبـار بنكهةِ الرمـل /
فيوصـدُ عنـا الجفـافُ أبوابَ الندى /
نستسقي هذا النهار بيـاضَ الغمـام /
أينَ المـاء ؟ نصـرخُ /
لم نسألُ من قبل أين المـاءْ /
حقـاً ، أين المـاءْ /
قـيل / إنـا خُـدعنـأ منذُ عقود / فالمـاءُ معـنا / يدخلُ الحربَ معنـا /
مثلـُنا على الأرض يجري / وخلف السد / فمن يفتح الأبوابَ لتسريب الميـاه .؟ /
من يغمر القلبَ ..؟ / من يرشد الوجهَ والوجدَ في التيه الجديد /
لتنمو أعشابُ الأزقـةِ ثانيةً .؟ / لكـنْ / لا تريـدُ النـوايـا للبراعمِ أن تـُخَضــبَ باللونِ والرائـحة /
لا الزرعُ زرع / لا / ولا الزرّاعُ زرّاع /
ولا الأرض ُ أرضٌ تعتريهـا شهوةُ الإنـجابِ / لا /
لم ينفلقْ طينـُها عن حبةٍ / سُنبلة / تستوي على عودهـا / لتعطي غداً سبـعَ سنابلْ ..
قـيل / كيفَ يـا صـاحِ نخرجُ من سبعٍ عِجـافْ .؟!

[ 2 ]

قـيل / لماذا تركنـا الحمـارَ وحيداً / على قارعةِ التـيهِ / للتيه .؟
أينَ البـابَ / والخـيلُ أينَ هي الآنْ .؟ /
والليل أينْ .؟ /
وقيـل أن الحمـارَ وحيـداً مشى /
وقيـلَ / أن الحمـارَ أكثرُ جرأةً / فهو الشجـاعُ الذي / لايخـاف العتمة َ /
أو أجهزةَ الأمنِ مثل الخـيلِ / وليسَ خفيفاً جموحـاً كما الخيل /
وليسَ لجوجـاً كمـا الخيل : يمضي إذا ترجلَ صاحبه / لا يلوي كمـا الخيل .!
كمـا قيل / أن الحمارَ أكثر فـائدةً في زمن العولمة /
أكثرفـائدة من الجاتْ / من القرطـاس والقـلم /
وقيلَ أنه أكثر ُ اشتهاءً للدروب الوعـرةِ / فهو الذي يرصدُ ذبذباتَ الخوفِ /
ورائحةَ البارود / عندَ الحدودِ الحديديـةِ / بأذنينِ عجيبتينِ /
تتصلان بالقمر اللبنيّ / يسيرُ على مهلٍ / (يَـبْـتـَعُ)/
وعلى ظهرهِ مؤونةُ السـكرِالمهرّب / والطحين ُ المهرب /
عبر الرصاص الحدودي / ليقتات المعدمون على الجانبينِ /
ينشدون عند الفجـر /
المجدُ للحمير العابرة ..!!

[ 3 ]

أنـا .. أنت / مـا بعد الحداثـةِ / في العولمـةِ الحديثةِ /
نشتغلُ في الذي لا يفيـدْ / نشتغلُ بصدأ الحديدْ /
فيدهمنا الخارجُ من صفـنا الأمامي /
يدهشنا / فهو يضعُ رأسَ إبرةٍ في سـُمِ أبرة .!
إلى أين تذهب يـا صـاح بهذا الوهمِ.؟ /
أين راح َ الخيطُ .؟ /
أين الثوبُ .؟ /
أين النقوش التي تشبهنـا ..؟!

[ 4 ]

أنـا .. أنت / ينهكُنـا الغُبـارُ بنكهة الكذبِ /
.. و ( زربابلُ ) لا يزال يأتي من السبي مع بني أمهِ /
يشهدُ له المسبيون / قيل أنه قتل ثلاثةَ آلافٍ من كنعان أهل الأرض /
دفعةً واحدةً / ويقولون أن قورشَ أعادهم / لبناء الهيكلِ /
ليحطوا الرحال على أبواب صيدا / أو على حبال المخيمات العتيقة ..
قيل .. وقيل / وما زلنا نصدقُ تلك الغمامةِ /
نسألُ قورش عن أهل يبوس / فلا نجد إلا جداراً /
مثقلاً بالأجوبةِ المميتةِ / تحاصره النجمة السداسية ..!!
قيل / لماذا تركنا الجدار وحيداً مع الأسئلة ..؟
وقيل / جلُّ الحديث بين ذهب الهيكل وفضته /
.. والخيار /
خيارٌ بين الصمتِ /
وبين الكلام ْ ..!!
..