البــطــــاقة

كان لمديرالمستشفى الجديد رمشين ناطقين ، أحدهما بالشده والاخر بالصرامه ، يحلق بهما كل يوم فوق سماء مستشفى (المجد) الذي يديره .
يدخل من البوابة صباحاً ..... يشتعل النبض في الأسياب .. يتحدث للموظفين .. والجميع منصت بالقلوب رجفاً قبل الآذان .. والأنظمة حاجز أسمنتي سطرته الأوراق بتوقيعه . والأوامر عندما تُعلن ...... يستعاذ من كلمة لاااااا .

من لا يقوم بتعليق بطاقة العمل في الطرقات ...عدوه... قبل عداوته للنظام ، وذات صباح مشرق بإطلالته قبل الشمس .. مضى بتجواله المعتاد بحثاً عن الإيجاب .. لتقبيل جبين صاحبة ... وللسلب .. للقضاء على أطرافه المسوسة ..

وفجأةً
وجد الممرض الشاب متمشياً فرحاً بنفسه ... قالباً للبطاقة
همَ بسؤاله ... هل أنت مُكرهٌ على قلبها ..؟؟
أجاب :
لا ولكن لدي من الأقارب ما يتعدى حشود الحجيج .
فَهم الدكتور مراده .. وطلب منه أن يشرفه في المكتب في اليوم التالي .

ومع إطلاله شمس يوم آخر ، كان المدير في مكتبه كعادته .. والأوراق تتحدث إليه تارة .. ويغضب منها تارة أخرى ...
والساعه الان تشير الى العاشرة ...

وصل الممرض مبتسماً والثقة تنحت على وجهه محاسن الفخر ..
جلس ... وطقطقة أصابعه تطرب الصمت الحاضر
وفجأة .......
ورقة من رياح يد المدير متجهة نحوه .. مغلفة ببرواز جميل .. ومع التمعن والتدقيق .. أكتشف أنه
.................
.................
خطاب نقله .

أسرع بالسؤال .... لمَ هذا القرار يا سيدي وأنا المشهود له بجودة أداءة في العمل ؟
حدق الدكتور به طويلاً ثم قال :
هناك .. لا يوجد لديك الكثير من الأقارب
تستطيع أن تقلب البطاقة .

محمد البكري