إلى ال...وداع.

تقول لك السمراء حين وداعها أنا زهرة لو شئت كنت قطفتـَها
تقول و في ألحاظها شوق لهفة تسائلني سرا أحقا عرفتها
أحقا جثت أوقاتها و غنت كطفلة تلاحين حب حار حين عزفتـَها
تقول و في موجات حسرتها صدى يواري نوايا صمتها إذ صرفتها
تقول لها عودي إلى روضة الصبا و تخفي دموعا في الضمير ذرفتها
تلوّح بالمنديل شاردة و هل درى ذلك المنديل كيف اكـْـتشفتها
تشير كما التذكار نحو شفاهها و ترسل قبْلات زمانا رشفتها
و تمسح من خلف الزجاج حديثها و تنكر منها أمنيات ألفتها
أعارتك معنى للحياة بحسنها فهاءت لك الدنيا بهاء فعفتها
هي المشتهى لو كنت حقا مولـّها و لكنك الملدوغ قبلا فخفتها
أتذكر يوم استرسلت في رواءها فأحيت أمان في الغياب قذفتها
تعيش بذكراها و تجحد نبعها وما للظما نعت إذا ما وصفتها
أفلسفة هذا الذي توهمها به خبرت كثيرات لماذا أضفتها
تعلل أحوالا نسجت طيوفها و تعجب إن باحت بما قد عطفتها
أتنكر أرقاما أرقت لرسمها أحقا من النقال عمدا حذفتها
و كل قوافيك انتهت في رجاءها و لم تستجب دعواك حين كففتها
اغث خوفها إن الوداع سحابة ستهمي جفاء فاحترسْ إن وكفتها
حبيب بن مالك -وهـــــــران