قبل انكسارِ الظِّلّ ..

أبصرتُ في الآلامِ ما لا يُبصَرُ
ورأيتُ مَن نزفوا ولم يتغيَّروا
.
أنا مِن بلادٍ تعجِنُ الشٌّعراءَ تُنضِجُهُم
بدمعتِها ليَنبُتَ سُكَّرُ
.
وهي التي اقتسَمت ومريمَ طهرَها
جرحٌ خرافيٌّ وصبرٌ أخضَرُ
.
في الأرضِ
آلامٌ تُعطِّرُ ذكرياتِ النَّهرِ
منها الصّابرونَ تَعطَّروا
.
ظلٌّ، وشارعُنا القديمُ
وسعلةُ الرَّجلِ العجوزِ
وواقعٌ متعسِّرُ
.
أنشودةٌ خرساءُ، لحنٌ ناقِصٌ
وفمٌ يقطِّبُهُ زمانٌ أغبَرُ
.
البحرُ؛ غيرُ البحرِ
بحّةُ جدَّتي
ليست كأمسٍ
كلُّ حلمٍ أصفَرُ
.
يأتي النَّهارُ ليشهدَ استجداءَنا الأمسَ النَّقيَّ
فيستديرُ ونُكسَرُ
.
لامُوا فتًى في التِّيهِ يجمعُ ظِلَّهُم
فتفرَّقُوا يا قلبُ كيفَ يُفسَّرُ؟
.
أمٌّ
وأربعةٌ صغارٌ حولَها
ضلُّوا وكم قاسُوا معًا وتضوَّروا
.
ووصيّةٌ ثكلى، تؤنِّبُ ذاتَها
مثلَ الحُسينِ بكربَلا لا يُنصَرُ
.
تدمَى، ولا تجِدُ المُحِبَّ
وبعدَ أن قُتِلت
أتَى النّاعُونَ لم يتأخَّروا
.
قشتالةٌ أخرى بغزّةَ كُلَّما نبشُوا الجراحَ
ترى العزيزةَ تصبِرُ
.
في كلِّ نهرٍ يعرُبِيٍّ دمعةٌ تدعوكُمُ باللهِ أن تتأثَّروا
.
هذا أنا
حلْمٌ يُغيِّرُ جِلدَهُ هذا
لأنَّ العاشقينَ تغيَّروا
.
سأضيءُ من جرحي، الغدَ الكونيَّ
فاقترِبُوا حواريِّينَ يا أهلُ احضُرُوا
.
لا جُرحَ يبقى الدَّهرَ
فاجتمِعُوا يَدًا
تنمُو ندًى يُحيي الزَّمانَ ويُزهِرُ

لن اتكلم عن الشعر بل هو الجرح الكبير الذي لونته بكل الوان الوجع
واصلت رسالته لم قرأ ووعى
لله انتم ايها الاحبة هناك حيث الجمر الذي اشعله بعض من تسودوا
علينا وبالعرف نحسبهم اهلا والحقيقة انهم صانعوا الوجع الكبير
لا ادري والله ما اقول ولا اجد منقذا لامثالنا
نسأل الله الفرج لكم في ضائقتكم
اما الشعر فقد حمل ما اردت واصله بقوة
مودتي

أحييك على هذه الشجية النازفة التي تميزت بصدق العاطفة وسمو المعنى وجمال اللغة والسبك ...

*أتساءل فقط عن سر كتابتها على هذا النحو وهي عمودية الهوى كاملة المنتمى...*

تحياتي وأجمل الأمنيات أخي الحبيب وكل عامٍ وأنت بخير

أنا مِن بلادٍ تعجِنُ الشٌّعراءَ تُنضِجُهُم
بدمعتِها ليَنبُتَ سُكَّرُ

أكرم بها من بلاد وما أنت إلا أنموذجًا لما عجنت فأنضجت ..
تحيتي وتقديري

من اجمل ما قرأت اليوم من الشعر حلاوة تعبير واداء فني متمكن وراق
رغم الجرح الفلسطيني الغائر والذي يثير على الدوام في نفوسنا الالم والغضب عبّرت بجمال الصورة الفنية المدهشة
اخي شاعرنا القدير الاستاذ مصطفى
دمت مع الابداع شاعرا
خالص الاحترام والحب

قلت الذي فينا فأنتَ الأشعرُ
...............في الجرْحِ عشتَ فأنتَ فينا الأجْدرُ
اعزفْ على وجع الثكالى نازفاً
........................وارسمْ مِن الآلامِ ما لا نقدرُ
قامَ الفتى فاستنسرَتْ في وجْهِه
.................كلّ المَخالبِ والبُغاثُ استنسَروا
وَتنمَّرْتْ كلُّ الضِّباعِ حيالَهُ
....................حتى الثعالب والكِلاب تَنمَّروا
لكنُّه والنارُ تلفحُ وجهه
......................وضعَ اللثامَ فَعَزْمُهُ لا يُقهَرُ
وَتَفتَّقتْ من روحِه أسطورةٌ
.......................وَتأبّطَ المقلاعََ وهوَ يُكبِّرُ
وهوَ الفتى الغَزيُّ حَلَّقَ "رُخُّهُ"
....................فوْقََ الغَمامَةِ للظلالِ يُبعثِرُ

قصيدة مميزة وشاعرية الطرح رغم نزف الجرح يدل على هذا التألق الشعري الذي يحلق بك كما تحلق به.
لا فض فوك مبدعا ونسأل الله أن يعجل الفرج ويؤثل الفرح ويكتب النصر المبين!


تقديري

قصيدة جميلة واداء شعري مميز .
بوركت شاعرنا .

ياللروعة ـ جزالة معنى ، وسموق فكر ، وجمال أداء
قصيدة بليغة التوصيف، متينة البيان، سامقة البنيان.
دمت بروعة وألق.

نص نابض بآلام الوطن نازف كجرحة ..اللهم جمع الأمة وشتت شمل المعتدي..أزكى التحيات وأخلص التقدير