أحدث المشاركات
النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: على إيقاع دموع الضباب

  1. #1

    افتراضي على إيقاع دموع الضباب




    ألبستني الريح عباءة الانهيار
    فاختلطت عليّ حقب الأزمان
    بخطواتي أشق حُفَرا من الآهات
    فما عدت أقوى على الانكسار
    حاصرتني تلال مكسوَّة برماد الزمان
    ما رأيت شيئا
    سوى غموض الانتظار وماء الاحتضار
    أمشي، أخطو، أتوقف..
    ما عادت سواقي الانتظار تجري
    زرعتُ ذكرياتي داخل قصيدة غابرة
    اشتعلتْ كلمات على فمي بدون وهج
    كنت بين الإغماء والاستيقاظ
    *****
    طاردت أحلامي، فتبدَّلَت عليَّ الأفكار
    كنت أغنية..
    كنت نشيدا..
    كنت كلمات..
    السعادة ضيعة قد تحصدها المناجل
    السعادة حقل ضيق قد تكوى بالحرائق
    *****




  2. #2

    افتراضي

    لبستني الريح عباءة الانهيار":
    افتتاح قوي، يجعل الانهيار حالة تُلبَس لا تُعاش فقط؛ كأن العالم يفرضها عليك.
    اختلاط حقب الزمان: يدلّ على أنّ الألم يصبح بلا تاريخ، يمتدّ فوق العمر كله.
    "حُفَر من الآهات": صورة موجعة؛ الخطوة نفسها صارت وجعًا.
    "ما عادت سواقي الانتظار تجري": تعبير رائع عن جفاف الصبر.
    الذكريات المزروعة في قصيدة غابرة: كأن الماضي حقلٌ ميّت لا ينبت إلا الحنين
    الاشتعال بلا وهج: احتراق داخلي لا أحد يراه.
    "كنت أغنية.. كنت نشيدًا.. كنت كلمات..": تدرّج جميل يُظهر فقدان الهوية شيئًا فشيئًا.
    تشبيه السعادة بالحقل الضيّق الذي تلتهمه الحرائق: موجعٌ وواقعيّ.
    أرى ريحًا حملت عباءتها من الانهيار،
    لكنّي أرى في خطوكِ وهجًا لا تطفئه العتمة.
    من قال إن من يمشي فوق حُفَر الآهات ينهزم؟
    أنت تنهض من الإغماء كقصيدةٍ
    تستعيد أنفاسها بين نبضٍ وآخر.

    كنتِ أغنية؟
    ما زلتِ.
    كنتِ نشيدًا؟
    لم يبهت صداه.
    كنتِ كلمات؟
    وأنتِ الآن النصُّ الذي لا يحترق.
    الحياة تحصد السعادة أحيانًا،
    وترميها أحيانًا في حقولٍ ضيقة،
    لكنّكِ — رغم المناجل والحرائق —
    تكتب نجاتكِ كل مرة.

    خاطرة بديعة ونبض بهي أديبنا المتميز دوما
    بوح تميس فبه المشاعر ألقا.
    دام لحرفك الجمال.
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعينقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3

    افتراضي

    شكرا لك المبدعة المتألقة نادية على هذه القراءة التفكيكية ،مع التركيز على ما تحيل عليه لغة النص.
    قراءة فيها اجتهاد راق في تأويل المعاني والدلالات الخفية.
    قراءة ولدت من لغة النص رؤى جديدة ،وصورا رمزية لحياة شعرية تنسجم مع ما يقوله النص.
    شكرا على تواصلك الدائم ، حضور له بصمته المتميزة والمشجعة على الاستمرار.
    حفظك الله، دمت بخير ،
    تحياتي وتقديري

  4. #4

    افتراضي

    النص بصور روحا تتأرجح بين الحلم والخيبة
    إنسان فقد طريقه بين الرياح لكنه مازال يحمل في داخله زهرة واقعية بما يكفي
    ليدرك أن الحب يحتاج إلى رعاية وإصرار وإلا صار رمادا
    إنه وجدان يقاوم الإنطفاء ولسان يقول: أنا اتألم .. لكني مازلت أحب،
    ومازلت قادر على القول رغم الصقيع
    لغة أسلمتك القياد فنسجت بحرفها أوشحة للروعة وأردية للمشاعر مدهشة.
    دام ألقك وإبداعك.