|
|
كفانى من عُبوسِك يازمانى |
كفانى من قصيدك ما هجانى |
ألم تسأم يَداكَ خَلاقَ صفعٍ |
لوَجْنات التمنِّى والأمانى |
وهل غدر الليالى فيك طَبْعٌ |
فتُرْهِق بالعجافِ وبالسّمانِ |
أما آن الأوان لعقدِ صلحٍ |
يُعافينى وتُعفى من طِعانٍ |
وإنِّى ما اختصَمْتك كى تُعادِى |
فًمدّ اليدّ تلثمها اليَدانِ |
بذلتُ الجهدَ صَبْرا واصْطِبارا |
فلم تأبهْ لقهرٍ أو هوانِِ |
سَبَانِى البدرُ وَيْحك مِنْ ظَلُومٍ |
أتسبينى وتسبى مَنْ سَبانى |
فما يؤذيكَ من قمرٍ منيرٍ |
يضيء الليل فى قلبٍ عصانى |
وترمى السُّهدَ سَهْما فى جفونى |
يؤجِّجُ فى عيونى ما دَهانى |
ألايكفيك دَمْع النفسِ قرحٌ |
يُحَرِّقنى كجَمْرٍ فى كيانى |
ألا تَدَع المُتيَّم فى ضلوعِى |
يُناجيه المُتَيِّمُ لَوْ ثوانى |
فقد أبليتنى بالوجْدِ سقماً |
ليُسْقمنى بموتٍِ قد نعانى |
وأرضىَ منك كل الظلم إلا |
بأن احيا وأسْمَعَ من رَثانى |
فكأس ٌ من يَسارك يبتلينى |
وكأسٌ فى يَمينك ما سَقانى |
بِرَغمِك لن تُسَاقِطَنِى خريفاً |
فزَهْرِى خَدُّه فى الرَّوْضِ قانِ |
وعندى الروح كالأنسَامِ تَسْرِى |
تعطِّرُنى بودٍ للحسانٍ |
سأبقى مُشرقاُ كاللحنِ يأتى |
يُبدل كل حزنٍ بالأغانى |
فلا أأسى على أمسٍ تولَّى |
ولا أرْجُو غَداة كالرِّهانٍ |
وإنَّ اليومَ عهدٌ مستديمٌ |
فلن أحْياهُ أنْظرُ مَنْ سَلانى |
أشدُّ العزمَ بالإيمان إنِّى |
سأمضى لن يروِّعنى زمانى |
فقطِّب لى جَبينك مُكفَهِرَّاً |
فلى ربٌّ برَحْمَتهِ كفانى |