| 
 | 
صاحبتُ من وحي ِ الجراحِ عذابي  | 
 ونسجتُ منها حُـلَّتي وثيابي | 
وبنيتُ بعدكَ بالمواجعِ أصْــــرحي  | 
 ونعيتُ بعدكَ فرحتي وشبابي | 
ومضيتُ أصرخُ في الفيافي عاجزًا  | 
 لا. ليس يخفى ساكنُ الأهدابِ ؟؟ | 
كلُّ الدروبِ على رحيلِكَ أدمعٌ  | 
 كلّ الأماكن ِ بعدكم لتبابِ | 
فالحبُ حوصرَ والقصائد يُتِمتْ  | 
 والحرفُ يبصقُ وجهَ كلِّ كتابِ | 
يا شاعرَ الأفلاكِ عشقكُ خالد ٌ  | 
 فعلامَ تُدني - بالغيابِ - يبابي ؟؟ | 
هل غادرَ الإنسانُ ؟ يسألُ خافقي  | 
 و البينُ  يُخرسُ أحرفي ويُحابي | 
كلُّ الحروفِ على فمي مصلوبة ٌ  | 
 أواه ما أقسى عليَّ جوابي !! | 
رحلَ العظيم ُ .فمن ترى برحيلهِ  | 
 يطوي على خصرِ القصيدِ صوابي ؟؟ | 
أنا ذلك المرثيُ بعدكَ سيدي  | 
 لكنني لـــمَّا أُحــــــطْ بتـُــــرابِ | 
أغدو وقلبي في أديمِك جاثمٌ  | 
 وتباتُ في صلبِ الثرى أعصابي | 
يا شاهقا . باللهِ هل آنستها  | 
 تشكو و تشرحُ للضريحِ مُصابي؟؟ | 
فيَهُدُها وقعُ الوجومِ فما ترى  | 
 إلا اليبـــــاب يخطُّ سِفْرَ عذابي | 
وأظلُّ أطردُ طيفَ وجهِكَ في المدى  | 
 كصَدٍ يطاردُ طيفَ كلِّ سرابِ | 
وأروحُ منكَ إليكَ لكنْ لا أرى  | 
 إلا المكان و دمعتي و عتابي!! | 
ما باله وجهُ الحبيبِ يَصُدُني  | 
 و يَسُلُّ نحوي نظرة َ المُتغابي | 
ما باله يُخفي الملامحَ في الثرى  | 
 و مقامُه بخوافقِ الأحبابِ | 
هل غرَّه دربُ الخلودِ لتركنا  | 
 عُذرا . نسيتُ . فكلنا لخرابِ | 
عذرا حبيبي. إنْ تقاذفني الأسى  | 
 فأنا أرى هذا الذي بكَ ما بي | 
عذرا حبيبي. إنَّ جُرحي غائرٌ  | 
 و تصبري يقتاتُ من أوصابي | 
عذرا فحرفي عن مداك مُقصرٌ  | 
 أيطولُ نصلُ السيف ِ وجهَ سحابِ | 
هيهات أن أنسى. وأن تفنى. وأن  | 
 يُرخى على سفحِ الرحيلِ إيابي | 
رباه  ما أقسى الهوى وأمَرَّه  | 
 إن كان سُؤلي فيه غير مُجَابِ | 
يا " ألمعُ " الحسناءُ وجْهُكِ شاحبٌ  | 
 وأساكِ يَطرقُ بالرزيةِ بابي | 
صبرا أيا أرضَ الكرامِ فحزنُنا  | 
 يفري القلوبَ بجيئةٍ وذهابِ | 
ورجاؤنا في اللهِ جَلَّ جلاله  | 
 أنْ يجعلَ اللُقيا  بدارِ ثواب ِ | 
فَدُحَ المُصابُ. بفقده وعزاؤنا  | 
 حسن ُالجوارِ.  لغافــــرٍ  توَّابِ | 
محمد الحسين الزمزمي  | 
 رجال ألمع | 
6/6/1427ه  | 
 ألمع: هي محافظة تقع جنوب المملكة العربية السعودية وهي الأرض التي ولد وعاش فيها الشاعر. |