
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مريم العموري
سفين وحنين
شعر: مريم العموري
أنكرتني كل مطارات العرب.. وختمتْ على قلبي.."غريب"
.. فحططتُ همّيَ الثقيلَ على شفا جرحي منتظراً فرج الله
سندباد يافا
[gasida= font="Traditional Arabic,7,purple,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
تحوم الرياحُ بأكناف قلبي=تقلِّبُ في الذكرياتِ الصورْ
فتحكي حكايا المساءاتِ عني=عن السندبادِ، وهول السفرْ
وعن شهْقةٍ ردّدتها البحارُ= فناحَ لها الموجُ حتى انشطَرْ
ليبدو فؤادٌ بحجم الزمانِ=تجلّتْ به روعةُ المقتدِرْ
ممالكُ، من كل لون بديعٍ=تنحّى الجمالُ لها واعتذر
قلائدُ، بعثرَهنَّ الغروبُ= فلملمَ حبَّاتهنَّ السَّحَرْ
وعانقها الرَّمْلُ نشوانَ كيما= يمدّ الوجودَ نجوماً أُخَرْ
فذا الموجُ، ذا سحرُهُ اليافويُُّ=أشفُّ رُواءٍ، وأحنى وترْ
***
ويصغي إلى وشْوشاتِ النوارسِ=فوق العبابِ تطيلُ السهَرْ
لعلّ النوارسَ تفضي بسرٍّ=عن المتعبينَ، وإلْفٍٍ هَجر
وعن غَيبةٍ طال فيها الشتاتُ=ولا من حديثٍ شفى أو أثرْ
فأرعدَ في خافقيهِ اشتياقٌ=يغرّزُ أحشاءهُ بالشرر
ويلتجُّ: "يا سندبادُ إليَّ"=ورجعُ صداهُ أتى بالخبرْ:
"لَذاكَ الذي تتمنّى لقاهُ=بعيدٌ يجاوزُ أُفْقَ القمرْ
يُطوِّفُ في لُجَّةٍ دونَ بحر=كَ تأسِرُهُ الأمنياتُ الغُرَرْ
فعينٌ تهيمُ بيافا وأخرى=تشيِّعُ حلْماً ذَوى واندثر"
***
ويجتاحني من بعيدٍ أساهُ=لو اجتاح صخراً لكان انصهرْ
فأرنو إلى أفْقِه المستحيلِ=أناديهِ في حُرْقَة تستعرْ:
حنانيكَ يا موجُ، لا تعتبنَّ=فذكْرُك في روح روحي وَقرْ
ولو في يدي، لاقتحمتُ السدودَ=وطرتُ إليكَ هوىً يعتذرْ
ولكنّه الظلمُ أدمى جناحي=وكُلَّ مجاذيف عمري كسَرْ
أُكتِّمُ بالكبرياء دموعي=وها أنَّ قهري، بها، قد جهرْ
تُشَمِّتُ بي الخلقَ حتى أصابوا=بصدري جراحاً همتْ كالمطرْ
فحتَّامَ قرصــــانُ بحري يجوسُ =وأبقى أنا في الشَّقا أُحتَقرْ
وحتى القريبُ غدا كعدوّي=ينكّلُ بالحلْم حتى احتضرْ
فعفوكَ، رغم النوى، ما هجرتُ=ولكنّه يا حبيبُ، القدرْ
فقلّي بربّكَ كيف اللقاءُ=وبيني وبينكَ كلُّ البشرْ
***
حنانيكَ، قد أنكرتني الجَواري=وما عاد لي في المرافي مَمَرْ
ولكن إذا طوَّحتني العواصفُ=ألمحُ رسْمَكَ وسْط الخطرْ
يهدهد روحي فينزاحُ غيمي= وينقذني بجميل السوَرْ
فتالله لم أسلُ، واسألْ محارَ= كَ، ماذا سَرَرْتُ قُبيل السفرْ
***
أنا السندبادُ، وليتَ الزمانَ=يجودُ بموعدنا المنتَظَرْ
لأبقى على طُهْرِ رمْلَكَ عبدا= يلبي نِداكَ الهوى المنْفطِرْ
أو الروح مني تُساقيكَ قُرْبا= إذا ما تهاوى شِراعُ العُمُرْ
فهذي أماني غريبُ البحارِ= أَمَا لسفين المُنى مُستقرّْ[/gasida]