طَيْف
,,,,,
نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
,,,,,

لَيْلَى , وَ لَيْلُ البُعْدِ أَرَّقَنِي سُدَى
وَ حُمُولَتِي قَهْرٌ ثَوَى وَ تَمَرَّدا
وَ مَنَابِعٌ لِلْحُزْنِ فَاضَتْ فِيْ دَمِيْ
وَ مَضَتْ لَيَالِيْنَا وَ أُنْسٌ أَسْعَدا
وَ تَزُوْرُنِيْ ذِكْرَاكِ يَا لَيْلَى فَلَا
أَحْظَى سِوَى بِالدَّمْعِ ثَوْبًا يُرْتَدَى
وَ أَرَاكِ فِي كُلِّ الثَّوَانِيْ هَهُنا
بَيْنِيْ وَ بَيْنِيْ , أَمْسَ عِشْقِيَ وَ الغَدا
وَ يَذُوْبِ هَمْسُكِ فِيْ ضَميْري أُغْنِيَا
تٍ , نَاعِسَاتٍ مِثْلُ رَجْعٍ لِلصَّدَى
فِي غُرْبَتِي أَشْتَاقُ وَجْهَكِ مَاطِرًا
وَ غَمَامُ دَمْعِي فِي العُيُونِ تَلَبَّدا
وَ أَحِنُّ لِلصَّوتِ الغَريدِ إِذَا هُنَا
شَهَقَ الكَنَارِيْ , فِي دُجُنِّيَ غَرَّدا
وَ تَلُوْكُنِيْ فِيْكِ القَوَافِيْ كُلَّمَا
سَامَرْتُ طَيْفَكِ تَائِهًا وَ مُشُرَّدا
هَلْ يَا تُرى لَيْلَايَ يَفْطرُ قَلْبَها
طَعْنُ بِسَيْفٍ , فِي ضُلُوعِيَ جُرِّدا ؟
أَمْ يَا تُرى تَخْتَالُ ضَاحِكَةً هُنَا
كَ فَلَا تُحِسُّ بِمَا بِجَوفِيَ مِنْ رَدَى ؟
أَتُرَى هُنَاكَ هُنَا ؟ وَ أَنَّ هُنَا هُنَا
كَ ؟ لَعَّلَنَا طَيْفَانِ تَاهَا فِي المَدَى ؟
وَيْحِيْ أُرَاقِبُكِ - المَسَاءَ - بِخُطْوَةٍ
تَخْطِيْنَها حَجَلًا تَمِيْسُ وَ هُدْهُدا
فِيْ ظُلْمَةِ الِإلْحَاحِ أَنْظُرُ لِلضِّيَا
ءِ , وَ نُوْرُ وَجْهِكِ قَدْ سَبَاهُ فَبَدَّدا
أَتَلَصَّصُ النَّظراتِ أَسْتَرِقُ الجَمَا
لَ بِفِكْرَتِيْ وَ أَبِيْتُ فِيْكِ مُسَهَّدا
فِي رُدْهَةٍ بِالْبَابِ , لَيْلَى تَعْبُرِيْ
نَ بِخُطْوَةٍ , وَ هُنا الخَيَالُ تَمَدَّدا
قَدَمَاكِ أَحْرَقَتَا بِسَاطِيَ فَاسْرِعِي
بِالعَدْوِ قَدْ بَاتَ البِسَاطُ مُجَعَّدا
لَوْ أَنَّهُ يَشْكُوْ لَصَاحَ مُجَلْجِلًا
وَ لَوَ أنَّهُ يَقْوَى لَهَاجَ وَ أَرْعَدا
فَإِذَا تَجَاوَزْتِ البِسَاطَ لِغُرْفَتِي
وَ مَدَدْتِ نَحْوِيَ بِابْتِسَامَاتٍ يَدا
قَفَزَ الوَرِيْدُ - بِصَدْرِكِ - المَحْمُوْمُ مِنْ
لَهَفٍ إِلَى صَدْرِيْ لِكَيْ يَتَنَهَّدا
وَ إِذَا - تَنُطِّيْنَ - العُطُوْرُ تَضَوَّعَتْ
مَا بَيْنَ خَاصِرَتَيْكِ بَلَّلَها النَّدَى
هَيَّا إِلَيَّ , قِفِيْ أَمَامِيْ وَ ارْفَعِي
كَعْبَيْكِ لَمَّا تَرْقُصِيْنَ تَبَغْدُدا
وَ تَحَفَّزِيْ قَبْلَ الهُجُوْمِ عَلَى فَمِيْ
وَ دَعِيْ حَيَاءً - فِي الهُجُوْمِ - تَرَدَّدا
صَرَخَتْ خَلَايَايَ احْتِضَارًا فَامْدُدِيْ
شَلَّالَ شَعْرٍ هَاجَ فَوْقِيَ أَسْوَدا
وَ دَعِيْ زِنَادِيَ قَادِحًا مَا دُمْتِ فِيْ
نَجْوَايَ لَا لَنْ يَنْطَفِيْ , لَنْ يُخْمَدا
لَيْلَى , تَعَالَيْ فِي يَدَيَّ فَإِنَّنِي
صَعِقٌ وَ قَبْلَكِ كُنْتُ صَلْبًا جَلْمَدا
فَدَنَوْتِ فِي كَفِّ البَهَاءِ حَضَارَةً
شَرْقِيَّةَ القَسَمَاتِ دَامِيَةَ المُدَى
وَ وَقَعْتِ فِي صَدْرِيْ كَنَصْلَةِ قَابِضٍ
كَمْ لَاحَ فِي كَبِدِ السَّمَاءِ مُهَدِّدا
وَ أَرَاكِ تَنْدَسِّيْنَ قُرْبِيَ ثَوْرَةً
وَ تُعَمِّدِيْنِي بِالَّلهِيْبِ تَصَعُّدا
تَتَنَقَّلِيْنَ عَلَى اشْتِيَاقِ صَبَابَتيْ
هِرًّا تَمَادَى فَوْقَهَا فَاسْتَأْسَدا
مِنْ رَاحَتَيَّ لِخَصْرِيَ المَحْرُوقِ مِنْ
ثَغْرٍ تَسَعَّرَ بِالشِّفَاهِ مُنَدِّدا
قُوْلِيْ بِرَبِّكِ مَا الَّذِيْ أَغْرَاكِ فِيْ
قَدَمَيَّ , سَاجِدَةً هُنَاكَ تَهَجُّدا
قُوْمِي انْهَضِيْ , مَا كُنْتُ رَبَّكِ تَارَةً
وَ دَعِيْهِمَا , مَا كُنْتُ - يَوْمًا - مَعْبَدا
لَيْلَى , كَفَاكِ المَكْرُ أَضْنَانِي الهَوَى
وَ غَدَا بِضِلْعِكِ مُسْتَقَرِّيَ سَرْمَدا
وَ تَثُوْرُ فِيَّ عَزِيْمَتِيْ طَوْرًا وَ طَوْ
رًا قَدْ تَخُوْرُ لِكَيْ تَثُوْرَ مُجَدَّدا
وَ يَدَاكِ تَلْتَصِقَانِ مِثْلُ فَرَاشَةٍ
سَقَطَتْ بِلَفْحِ النَّارِ - بِيَّ - تَوَقُّدا
وَ إِلَى حُقُولِ الثَّأْرِ فِي جَسَدِيْ تَمُدِّ
يْنَ اليَدَيِن وَ تَتْرُكِيْنِيْ مُجْهَدا
وَ إِلَى يَنَابِيْعِ الخُمُوْرِ أَمُدُّ ثَغْ
رِيَ - يَا كِعَابُ - فَتَأْسُرِيْنَ وَ أُفْتَدَى
وَ تُسَدِّدِيْنَ الرَّمْيَ مِنْ شَفَتَيْ
كِ , لَكِنَّ الرِّمَايَةَ مِنْ فَمِيْ , لَوْ سَدَّدا
فَلْتَعْلَمِيْ إِنِّيْ بِفِيْكِ سَأَبْتَدِيْ
مَا أَعْذَبَ الَأَنْدَاءَ رِيْقًا يُبْتَدا
لَكِنَّنِيْ لَنْ أَنْتَهِيْ حَتَّى أَصِيْ
رَ زَبَرْجَدًا - لَيْلَى - وَ أَنْتِ زُمُرُّدا