"يستنكر ممثلو الديار السورية المجتمعون في دمشق فصل جنوب غرب سورية وتسميته بفلسطين تمهيدا لتسليمه للصهيونية" - من قرارات المؤتمر السوري الأول المنعقد في دمشق عام 1922
كيف يستنكر كيان ثم يقدس ؟
فلسطين بلا يافا ولاحيفا ولا اللد ولا الرملة هي فلسطين المؤامرة والصفقات والثورة والكازينو وإسمنت الجدار وتهريب الجولات وشركة الخليوي وسائر الثوابت الثورية والرجس والخيانة.

كشف الستار
كشف الستارُ فليسَ ثمّ خفاءُ
عن ذاتها تتحدثُ الأشياءُ
فالثائرونَ سماسرٌ وعصابةٌ
يقتادها كوهينُ والخبراءُ
تمثيلهم للشعبِ كانَ مخططا
من قِمّةٍ أعضاؤها أُجراءُ
هم توّجوهُ على المخازي علّهُ
من دونهم تُلفى به الأرزاءُ
والشعبُ هذا كيفَ فصِّلَ شكلُه
هم صنّعوهُ كما يهودُ تشاءُ
والأرضُ هذي من يقولُ بأنها
لحثالتين سماسرٌ وإماءُ
بالإفكِ أسموْها وخطّوا حدّها
من جهلنا قد قدِّست أسماءُ
تلكَ الثلاثُ من الأثافيْ إنها
أرضٌ وشعبٌ والرّدى الزعماءُ
زعماءُ كيفَ بربكم زُعِّمتمُ
مذ قد زُرِعتُمْ والمدادُ دماءُ
وبها كتبتم ذلنا وشنارَنا
هل كان لولاها لكم سفراءُ
وطنٌ يزيد الشبرُ عن جنباته
لا فيه يافا لا ولا عكّــاءُ
سَيْكيسُ أسماهُ وورِّثَ رايةً
من لندنٍ جاءت بها (الحلفاءُ)
ابصقْ على عَلَمٍ له وعلى اسمه
وعلى كيانٍ فالجميع (..ـراءُ)
قالوا بديلٌ ما لَنا فخيارُنا
هذا، بلى لكمُ بها قِثّاءُ
هذا يساريٌّ وهذا ثائرٌ
والبعضُ من دين له إفتاءُ
لا تخدعنك منهمُ ترنيمةٌ
إخلع حذاءك كلهم عملاءُ
أسفي على أرض القداسةِ لوِّثت
بيهودَ معْ نفرٍ لهم خُفراءُ
قد صمّموا وطنا وشعبا والمُدى
والناطرينَ تضمّهم أرجاءُ
من قال إن النهر حدّ بلادنا
قلنا له اخسأْ، حدّنا صنعاءُ
لا فرقَ بين شآمنا وعراقنا
سيانِ بيسانٌ لنا وحراءُ
كل الشعوبِ توحدت في أرضها
والشعبُ في أرضي له أشلاءُ
والشّلْوُ تبتره الحدود وقدِّست
إذ لم يقدّس مثلها الإسراءُ
هذي الحدودُ جرائمٌ ملْعونةٌ
واللعنُ يستعلي به الأُجَراءُ
إبليسُ رائدهم يقود عديدهم
للنارِ بئسَ بها يكونُ ثُواءُ
يا أُمَّةً نعبَ الغرابُ على اسمها
تتفرّجينَ أليسَ فيكِ الدّاءُ ؟
في كل ركنٍ من دياركِ مُلْهَمٌ!!
من حوله النقباءُ والعقداءُ
ناءت كواهلهم بأوسمة الخنا
ولنا ملايين لهنّ ثغاءُ
صلّى الإله على الرسول وآله
أولم يقل إنا بذا لَغُثاءُ
خمسون عاما والجيوشُ تَحَشُّدٌ
وبقمعنا تلهو ولا تستاءُ
قالوا العدُوُّ له التفوّقُ فوقنا
في الأرضِ كيفَ إذا يقالُ سماءُ
فوجئتمُ؟؟ بل أنتمُ حرسٌ له
وعدوّكم وعدوّهُ الغرّاءُ
تلكَ الشريعةُ فالخلافةُ بيعةٌ
فيها ولا يتعدد الرؤساءُ
تحريفُ دين الله صار صناعة
عربيةً من تحتها إمضاءُ
فالصلحُ حِلٌّ بعد تحريمٍ لهُ
خمْسٌ بعنقِ الشيخِ بئس رِشاءُ
قالوا هو التطبيعُ نوصدُ دونَه
باباً وعند الإعترافِ (يُمـاءُ)
أَوَما هدمنا لليهودِ خلافةً
من بعد أن قلنا همُ الحُلفاءُ
بالله إن كان اليهودُ عمومةً
وعيونُ مدلينٍ هي الحوْراءُ
من قالَ إن يهودَ هم أعداؤنا
وبأنّ الاستعمار فيه بلاءُ
أعداؤنا الشيشانُ يحرجنا بهم
إيمانُهم والهمّةُ القعساءُ
الذلُّ يأتينا به إصباحُنا
والذلُّ يأتينا به الإمْساءُ
فكأنهُ فرضٌ علينا قد أتى
في محكم التنزيلِ فيه نداءُ:
" كونوا الأذلّةَ للعدا ولْتمنحوا
ظهراً لهم انتم لذا اكفاءُ
لا تحدثوا فيكم لمجدٍ بدعةً
لا يجذبنّكمُ لها الإغواءُ
أنخافُ والموتُ المُهينُ مصيرُنا
قد آن من فمنا يُمَجُّ الماءُ
الكلُّ ينتظر النهاية ويلكم
هل كلُّ من فينا بهِ إخصاءُ
وهب الرجال من الخصايا كلَّهم
أوَليس في نسواننا أسماءُ
مادلينُ تأمرنا فنهطع نحوها- (1)
لو للإلهِ يكون ذا الإغضاءُ
ما ظلّ كلبٌ لم يبلْ في وجهنا
وعلى جماجمنا له إقعاءُ
ليست هي الأرض التي قد ضُيِعتْ
بل دينَهم قد ضيّعَ التعساءُ
أنا أرنبٌ منكم وفيكم إنّما
أنا لست خنزيرا ، كما الزعماء
_____





(1) هذه القصيدة عدا البيت الأخير أيام كانت مادلين أولبرايت وزيرة خارجية أمريكا.
[/CENTER]