[RAMS]http://www.naseemalrooh.net/old/music/yousif/Track01.wma[/RAMS]
عيناكَ ودمعيَ الآفلِ بعيداً عنك، وظمأ روحي التي تناديني ترجياً كلما ذُكر اسمكَ أو حتى مرّ طيفُ حرفك في خيالي، وجهان لقمرٍ واحد، يصدحُ كل ليلةٍ بأنشودة الغياب.
تأملتُ من أيامِ البُعدِ أنْ لا تعيدَ إليّ طيفك من جديد، لكنكّ ما زلتَ تلاحقني، تلحّ على أوردتي التي ما زالَ لكَ في كلّ ركنٍ فيها ذكرى، تُحيلُ ما بيني وبين نسيانكَ إلى الأبد. أنت زرعٌ دافئٌ أحبتهُ أرضُ روحي، منذ أن كانت بذرةً صافية لم تمسسها أتربة الشقاء.
أنتَ شمسُ الشتاء، وظلّ شمسي، بردُ الظلالِ، وحمّى بردي في ليالٍ حالكات. أنتَ نبضي الموجوع، ووجعي المزمنِ، وملاكي الحاضر الغائبِ. أنتَ كلّ دفقةٍ حارقةٍ يُطلقها نبضُ الفؤاد، أنت بسمتي، عذابي، موتي وصحوتي أنت. تكلمني روحكً أياماً، تحتضنُ قلبي وتمسحُ برفقٍ على مياسمِ شَعري، وتكتب يداك من أجلِ عينيّ ألف قصيدة، وترسم حول شفتيّ حدائقاً من نور ونار.
أنت كما أنت تجري في متنفسي ما تغيّر مجراك، وأنا كما أنا، طفلةُ روحكَ المدللة التي قلمتْ أضافرها منْ أجلكَ، ووضعتْ اسمك على جيدها تعويذة للبقاء.
أنا ما نسيتك لكن ورودي ما عادت تستسقي من غمامك البيضاء، وما عادتْ تغفو بين أناملِ مشاعركَ الشجيّة، حتى همسك ما عاد يخترقُ روحي ويسألها الخلود..ما عدتُ أجدُ اليوم بين أحضانك نفسي، ولا أعلم أين بعدكَ باتَ قلبي؟ أما كان قبل الفراقِ أمانةً عندك؟ أما فرشتَ له يوما ريشَ النعام وسهرتَ تغني له لحن الأمان؟ أين شَعري، أين صوتي، وأين أين ياحبيبي اليوم أنا منك؟
بائسة كل خُطايَ من دونك، حزينة دروبي ، وعمييييقٌ هو أنيني، فما كان لديه غيرك مرفأ، يسمعه ويعلم كيف يبلسمه حين لقاءٍ.
يهديكَ والله قلبي السلام، فقرّ عيناً ونمْ بأمان، وإن غابَ اليوم ياحبيبي عنك جسدي، لروحي باقية تحرسُ منك الشغاف، يا منبع الحبّ لقلبي، وأجملَ أجملَ ماخلق الله في حياتي.
منى الخالدي
14/10/2009




رد مع اقتباس
