عليك سلام الياسمين تحية
[gasida= font="Mudir MT,6,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4," type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black""]
بوادٍ كفيف الزرع هل مرَّ طالعُ=وأنبأني عن موسم الود راتعُ؟
وأعلم تشييع العناقيد مقبلا=على فرصة قد هيأتها المنابع
كأن عناقي،والشموع تنصلت=من الرقص،من أحلى المواويل راجع
وساقَ اعتباري للبساتين موعدٌ=معافىً، به من رِدَّةِ اللون فاقع؟
وقودُ اصطباري أغمض النار جذوةً=عن اليتم فاقتادته نحوي الطبائعُ
غدي ـ يا رعاك الشعرـ ليست تعيقه=عن السير في ركب الشروق المطالع
يغوص بأعماقي النداء ويختفي=على أقرب التفسير مني التراجع
هل استقدمت كفاي للماء شهوة=أباحت لها نزع الورود الموانع؟
إلى حيث تكويني من الطين حيرتي=تعود، وروحي حيث طافتْ أتابع
أفتِّشُ عنِّي بين موج مرتلٍ=وبحرٍ على شطآنه التيهُ راكعُ
هنالك في قبو الهموم وجدتني=أسيرا وقيدي لم يزره التواضع.
بلا أي تأنيب المواني تبخَّرتْ=مناديلُ أغراهن بالجمر واقع.
طفولةُ جرحي أكملتْ عِدةَ الشقا=ولكنْ تُناغيها برشدي المباضعُ
وحيدا بأقصى الغيم أقضي قصيدة=لها الريح مهر والأعاصير شارع
وأدري جهاتي ضيَّعتني وقبلتي=شمالَ ارتكابي العشق عني تدافع
بنفسي مرايا حين قابلتُ ضحكةً=وجدتُ حطامي عنه تعدو المطامع
*********************=*************************
أخاف على قمحيِّة الشعر أن ترى=جفافي عليها ضفَّرتُهُ المنابع
تبرَّأتُ من حق اعتراضي على النوى=فأي اعتراض فيه تبدو المنافع؟
بما أنني وكلَّتُ إحدى قصائدي=بحزني، لماذا تعتريني الروائع؟
حروفي سبايا أحرزت بعضها يدا=وباقي إماء الشعر عندي ودائع
تصدَّع شعري والقوافي تهدَّمت=وحبري على الأطلال بيتاً يصارع
وفي هامش الأحزان أودعتُ رحلة=تنوء بها قبل الصروف الفواجع
لصحراء موتي رافقتني جنايتي=وحلمي وحيدا للكواكب راجع
لمن يا هدى سلَّمتِ حتفي وفي المدى=سؤالٌ فتيٌ ، كيف عيشي أصارع؟
لأخفض سقف البعد لا بد من فم=إليه اعتذاري بالسكوت يسارع
بماذا يقاس الموت واليأس طافح=ومكيال صبري للمناديل خاضع؟
تنحَّى فمي عن مطلع اللوم فجأة=وأعرف أن الشعر بالعُتْبِ ضالع.
فهل بعد أن نام السحاب على يدي=عن الغيم بالسهد الرطيبِ يدافع؟
****************=******************
شوارع وقتي بالحقائب زاحمت=خطاي، وساعاتِ الغياب أقارع
أقدِّمُ أوراق الجروح رسالة=لأنثى لها بالقلب ختم وطابع
أنقي فمي من أي معنى يشوبه=غبار النوى كي يشهد الوصلَ واقع
جهلت بأمر الصيف يمحوه موعد=تحفَّت له، والشوك ينمو، الشوارع
بأيدي سحاب عصمة الشعر والمدى=طليق المعاني والشهود الزوابع
لذا يقتضي التحليل فتوى وخلوة=تؤثثها بالمفردات المراجع
وعهدي بإعصار التذمر ساخن=فكيف إذا ما آزرته التوابع؟
فيا رب هب لي من لدنك قصيدة=تقيم لها عرسَ الحروف المطالع
*******************=**********************
لساقية محتلة النوم جرَّني=على حصرم الآلام كرمٌ مخادع
وقدَّمَ لي همَّا يزيد مذاقه=مرارةَ عمر عاقرتها المدامع
يطارحني عقمَ الأحاديث هاجسٌ=ضرير وينساني البصير المطاوع
وبين النوى والخوف ضيَّعت جرأتي=وتاهت بصحراء الكلام الذرائع
أجاهد حتى يربك الشوق سمرتي=وجوها توخاها من الشمس وازع
وأمهلت حتف الكأس كرما تضعضعت=له سلةُ الأوقاتِ والجني يافعُ
لماذا يقيم الغيم للصيف كرمة=وقد عفَّرتَها بالهموم المواجعُ
أعرني شروقا صادق الضوء فالضحى=عليل وداء الزيف شمسي تصارع
وفي بدني خمسون حلما ممزق=وفي جنبات النفس تلهو المقاطع
**************=*************
لأي سقاء من أباريق وحشتي=يحرض كوبَ الهم ضرٌّ ونافع؟
وها قد تبنَّى الماءَ رملٌ وأسفرت=عن الملح أمواج لها المد خاضع
أَجُرُّ على شوكِ الفراق هواجسي=فتعلقُ بالشوق الأمينِ الدوافع.
رأيت زمام النور في كف عتمة=فأيقنت أني لا محالة ضائع
نظامُ شموعي يذرع الليل دمعه=وتهوي على خدِّ النهار المسامع
فهل يستطيع الصبر ترشيد أدمعي=وقلبي مكلومٌ وحزنيَ شاسع؟
خشونة حزني لفَّق العيد ثوبها=وما أنا بالجرح المنعَّمِ قانع
لمن يا هدى نعَّمتُ مشوار أدمعي=وعشَّبتُ أوقاتي وليلي أصارع
عليك سلام الياسمين وخلفه=تؤم اقتداءً بالخدود المرابع[/gasida]ـــــــــــــــــــــــــ ــــ
مهداة من القلب للشاعرة هدى عبد الرحمن[/right]