الأخت الكريمة
حتى يأخذ النصّ حقّه يجب أن يأخذ الوقت الكافي من القراءة
وربّما أن تعاد قراءته مرات عديدة وهذا ما كان مني
مررتُ مرّة على عجل ومرة بتمهل ومرة لأردّ
ووقفت كثيرا على ما جاء في سطوره
قرأتُ نصّا قويا استطاع أن يصلَ إلينا وأن يحيط بوجداننا بسرعة البرق
وهذا له أسباب عديدة
- التساؤلات التي وردت في النصّ وضعت القارئ أمام نفسه ليجيب
- الاشتغال الرائع على التراكيب وبعض الصور وقد جعلتها باللون الأحمر
- الرابط المتقن بين هذه التراكيب كما جاء في جملة (وأنا أشتعل بجذوة الاحتمالات ,لأسئلة تدور في فلك رأسي)
مما خلق صورة جميلة مكونه من هذين التركيبين الرائعين
- البداية كانت صارخة ومستفزة ( انصهار في شتاء قطبي) وتناقض يوحي بالكثير ويسحب القارئ عنوة إلى الولوج أكثر وأبعد
وهذا ذكاء من الكاتبة
-وقرأتث كذلك رسالة فيها من العتب الرقيق والمؤلم بذات الوقت والذي يعكس لنا صورة الكاتبة التي آثرت أن يكون الألم من نصيبها
عندما لم تصل بعتابها إلى أكثر من الرقّة بينما كالت لنفسها الألم جرعات كبيرة
- الصور المتلاحقة عند وصف الحال من بداية ضيق الصدر مما جعل القارئ يشعر أنه أمام فيلم سريع الأحداث في مكان ضيق
- الأخت الكريمة وددّت لو رأيتُ الهمزات والشّدات لأنها حروف لا يمكن تجاهلها وربّما لا نتقيّد فيها بالرّدود كما فعلت أنا هنا
ولكن في ذات النصّ ضروريّة لاكتماله ( بالمناسبة أنا أحيانا أقع في هذا الخطأ فينبهني غيري)
وأخيرا أيتها الكاتبة الجميلة أرجو قبولي قارئا صغيرا في لاحق نصوصك الكبيرة
وربّما أعود لسابقها
ولك أجمل باقة زهر مقدسية