الظلام

جثت على ركبتيها في غرفتها المظلمة، أدارت ناظريها في أرجاء الغرفة ، الظلام دامس ... لايمكنها رؤية الأثاث الذي ابتاعته بنفسها قطعة قطعة، لايمكنها رؤية رسوماتها المعلقة في الحائط، تحاول أن ترى يديها، تتلمس قدميها، أمواج من الظلام تلطم وجهها وهي تتذكر عبارات الطبيب ... يؤسفني يابنتي أن أبلغك أن الحادث قد أفقدك البصر ... تصرخ: وماذا عن زميلاتي؟ هل هن أحياء؟ هل أدفع بصري ثمنا لغفوة سائق مرهق في طريق منسي لم يعبد؟ كيف سأعود للمدرسة لأرى صغيراتي وأعلمهن القراءة والكتابة؟ هل سأعيش وحيدة في هذا الظلام السرمدي؟... رنين هاتفها يقطع سيل الأسئلة التي تتردد في رأسها، إنها لم تعتد بعد على استخدام هاتفها دون أن تراه، أشياء كثيرة لم تتعلمها بعد، الطريق أمامها طويلة ومظلمة وحتماً موحشة.