الظلام

الظلام

جثت على ركبتيها في غرفتها المظلمة، أدارت ناظريها في أرجاء الغرفة ، الظلام دامس ... لايمكنها رؤية الأثاث الذي ابتاعته بنفسها قطعة قطعة، لايمكنها رؤية رسوماتها المعلقة في الحائط، تحاول أن ترى يديها، تتلمس قدميها، أمواج من الظلام تلطم وجهها وهي تتذكر عبارات الطبيب ... يؤسفني يابنتي أن أبلغك أن الحادث قد أفقدك البصر ... تصرخ: وماذا عن زميلاتي؟ هل هن أحياء؟ هل أدفع بصري ثمنا لغفوة سائق مرهق في طريق منسي لم يعبد؟ كيف سأعود للمدرسة لأرى صغيراتي وأعلمهن القراءة والكتابة؟ هل سأعيش وحيدة في هذا الظلام السرمدي؟... رنين هاتفها يقطع سيل الأسئلة التي تتردد في رأسها، إنها لم تعتد بعد على استخدام هاتفها دون أن تراه، أشياء كثيرة لم تتعلمها بعد، الطريق أمامها طويلة ومظلمة وحتماً موحشة.

قصة تسلط الضوء على ماقد يفقدنا الكثير بسبب خطأ
و طيش سائق لم ينتبه للامانة التي حملها .
لقد رأيت في قصتك معانٍ اخرى
رأيتها كشخص اضاع نفسه لدرجة انه اصبح غريباً
عن كل ما حوله عن كل ما صنعه ذات يوم
انسلخت عن ذاتها وعالمها فأصبحت عمياء لا ترى نفسها
وهو من اصعب ما قد يحدث لنا .
عندما وصفتِ استخدامها للهاتف و ذكرك لرسوماتها
تعمق لدي شعوري بالصورة التي رأيتها ."لايمكنها رؤية الأثاث الذي ابتاعته بنفسها قطعة قطعة، لايمكنها رؤية رسوماتها المعلقة في الحائط، تحاول أن ترى يديها، تتلمس قدميها"

تحيتي وتقديري

أديبتنا الكبيرة رأيك أسعدني وعباراتك وسام على صدري

تصوير رائع للحظة عجز مرّة
وما أكثرها المصائب التي نبتلى بها بسببر رعونة أو أنانية ونزق مستهتر

أثار نصك حزني أخيتي

بوركت

أعتذر إن سببت لك ألماً شاعرتنا القديرة، لكن هذه النماذج العاجزة (بالمعنى الحسي والمعنوي) تحيط بنا ونشفق عليها، ولا نملك سوى التعبير عنها بقصص مؤلمة.
تحياتي وشكري لمرورك الكريم

أما أنا فقرأت رائعتك هذه من الجانب الذي عشته ورأيته وسمعت به ،
ألا وهو تهور أولئك الوحوش الضّارية الذين يُجازفون بذمم النّاس وأرواحهم عندما يقومون بالمهمة المناطة بهم ألا وهي السّياقة ، فتجد السّائق في أغلب أحواله سكرانا ويقود حافلته بسرعة جنونية ، من أجل الوصول مبكرا للمحطة الفلانية للحصول على أكبر عدد ممكن من الركاب ، ولكي لا تسبقه إليهم حافلة أخرى ، فتكون الكارثة ، وقد راح ضحية هذه التّصرفات الحيوانية كثير من الأباء والأمهات والأبناء فضلا عن فقد الأبصار وبتر الأيدي والأقدام وهلم جرّا ...
الأديبة الرائعة ( حليمة السّعدي) جميلة منك هذه الإلتفاتة
احترام وتقدير

نقطة الضوء في هذه الأقصوصة وضحت ما في النفس من ألم ،
وقدمت العبرة التي تريدها القاصة بكل وضوح .
ننتظر غيرها شاكرين

متهور أو مستهتر لا فرق، فكلاهما يبتلي بنتائج تصرفه المستخف ضحايا كل ذنبهم أن تصادف وجودهم حيث مارس عيوب خلقه وسوء نفسه

قصة موضوعها أليم

دمت بألق

تحاياي

الحياة إبتلاءات ـ وقد وعد الله من إبتلاه بفقد بصره أن يدخل الجنة جزاء صبره
رب ضرة نافعة ـ ورب محنة أعقبتها منحة , ولو علمتم الغيب لأخترتم الواقع
وإن كانت الآن تتخبط في الظلام فستعتاد بالوقت أن تتكيف مع هذا الوضع الجديد
وما على العبد إلا أن يرضى بقضاء الله وقدره, ويحتسب أجره على الله تعالى
وله جزاء الصابرين.
أبدعت في عرض قصة موضوعها أليم .. سلمت يداك.

كم من الناس من لا يقدر النعم التي حباه الله حتى يفقدها.
وكم من متهور يدفع ثمن تهوره الكثير من البرآء.
ولكن ثقة المرء في رحمة الله حتى في الشوكة يشاكها ما يلهم على الصبر والاحتساب.

تقديري