|
حيُّوا من الشُّبانِ كلَّ مُبجَّلِ |
يحيا كريماً شامخاً أو يصطلي |
لاتحسبوهُ بأخرَقٍ أو أكمَهٍ |
حِيَلُ السياسةِ دونهُ لا تنطلي |
سئم التقهقُرَفي حضيضِ العالمِ |
والناسُ والأمَمُ تسامَى وتعتلي |
الفَقرُ طنَّبَ في ربوعهِ والطوى |
والجهلُ مدَّ رُواقَ علمٍ مُثكَلِ |
الهمُّ أمطَرَ بالكآبَةِ أنفُساً |
تجِدُ الطُّموحَ كما كليلِ مكبَّلِ |
المالُ والجاهُ تهيَّأ للمَلأْ |
والباقياتُ النافِعاتُ لمن يلي |
والجُرمُ أن تُفصِح برأيِ الناقِضِ |
من أنتَ حتى تَنتقِد جلَّ الوَلي |
لن يستديمَ الخَطبُ أُوقِظَ فتيَةٌ |
مَرَدوا على قطفِ المعالي من علِ |
أرواحُهُم تأبى المهانةَ حرةٌ |
يتلونَ أسفارَ الكِرامِ فتمتَلي |
لو رُزتَها بزَّت ملوكَ وجاهةٍ |
شرفاً وعزماً واتسامَ الجحفَلِ |
من أدمنَ التعظيمَ يُخدمُ يُحرَسُ |
صعبٌ يُرى مما تعوَّدهُ خلِ |
لم يَستَفق يوماً وجنبُهُ يشتكي |
خَشِنَ الفِراشِ ولا لكدٍّ يُحمَلِ |
ينهى ويأمرُ في بلاطِ القيصَرِ |
هيهاتَ يشعرُ باستياءِ المُثقَلِ |
ليُقتِّلنَّ عليهِ كلَّ مُناوئٍ |
يُقصي بكلِّ السُّبلِ عنهُ ويحتَلِ |
ياثورةُ التاريخُ دوَّنَ فعلَكِ |
امضي على عزفٍ أبيِّ الجلجَلِ |
حتى إذا انتظمَ الجُمانُ وزُحزِحَت |
خرزُ الظلالِ توقَّدوا كالمَشعَلِ |
أثروا بحوثَ العلمِ وابنوا واصنعوا |
لا الصينُ تعلونا ولا الغربُ البَلي |
ياتونِسَ الأحرارِ دُمتي أبيةً |
لملاحِمِ الاقدامِ غنِّي ورتِّلي |
مصر الشهامة والمهابةِ والعُلا |
حُوريَّةُ الأوطانِ تاجُكِ يُصقلِ |
ياليبيا المختارِ عزمُكِ ثاقبٌ |
في إثرِ كلِّ مُهيمنٍ مستقتِلِ |
سوريَّة صبراً عتاقَ أميَّةَ |
للعزَّةِ الغرَّاءِ أدمى مَنهلِ |