... تهت في الشارع الكبير ، والأيام تسقط من يدي كأكياس فارغة .. أخطو ، أتفقد خطواتي ، الناس كالفئران ، يختبئون تحت الرذيلة ليلا .. ويظهرون أنقى من المطر نهاراً .. حاولت أن أتملص منه ، كان يلازمني ، يسكن معي ، يشاركني في سريري .. تركته نائماً وخرجت خلسة ، لكن اللئيم كــان يقظاً ، يقراً بعينيه سقف البيت على مهل ..
التفت بسرعة ، وجدته يتعقبني .. وفي غفلة منه ، انعرجت إلى درب ضيق ، لملمت ملابسي في فمي وجريت هارباً ، وهو يصيح من ورائي ..
ــ انتظر .. أنسيت عشرتنا يا هذا ..؟
توقفت أستجمع قوتي .. فجأة ، نط أمامي غاضباً ومعاتباً.. حاولت الهرب .اعــترضني ،هـم بضربي ، والواقع أحسست بالضعف أمامه .. أشهر أمامي وشاح الموت بعدما لـوى فتحة جلبابي على عنقي ، فقفزت كل ملابسي فوق ركبتي .. وكاد يخنقني ، ثم طوح بي على الأرض اليابسة .. جرني مسافة إلى حانة متآكلة .. الناس يمرون ، يتوقفون ، يضحكون ، يتصايحون ، صرخت فيهم أين هو ؟ قالوا : من ..؟ قلت الشيطان .. قالوا : أنت ..؟



رد مع اقتباس

