نامت سنين واستيقظت فجأة غريبة في وحدتها ...
خرجت تبحث عن نفسها .. تغير كل شيء من حولها ولم يعد أحد يعرفها، تذكرت بعض الأهل والجيران، ولكنها لم تستدل عليهم، وقفت خلف السور العملاق تتأمل الكلاب الضالة و...، تذكرت ما كان من تين وزيتون وماء وكروم... رائحة البول زكمت أنفها أمام الفاصل وخلفه، هالها انسجام مرتادي المكان من هنا وهناك مع الدوريات الست المستغنية عن البارود احتفاء بإنجازاتهم فيما بينهم والتي فاقت توقعات أحفاد "البيلو" ومؤامراتهم.
لقد ذهب نصف السكان الأصليين لأنهم لم يروا للسور قائمة... واختفى الربع منهم جراء اختلافهم حول صلتهم بالمندد بإنشاء السور علنا وهو يموله سرا: هل هو صديق مبدئي أو حليف استراتيجي ... وظل أكثر من الربع يتسكعون حول الخط الأحمر يبحثون في ماهيته وغايته قبل أن يعميهم بريق الزي العسكري ويسكروا بنخب الجنود الواقفين على أشلاء بعضهم، وما تبقى كان بين غريب هارب بحمله وتائه يصارع الجنون أو يقاوم، وحيدا، كل ذلك...
دعت الله في السر والعلن ليخلصها من ضياعها قبل أن تحزم أمرها وتتوجه صوب شارع صلاح الدين.. وقفت أمام النصب التذكاري في ملتقى شارعي النور والموحدين... هزت الفارس بقوة حتى كل متنها، ولما لم يجبها شقت بطنها بحثا عنهما الإثنين .....
* البيلو: حركة أنصار الصهيونية



رد مع اقتباس

