اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسن محمد طواشي مشاهدة المشاركة

مشاهد من ثورة الكرامة
المشهد الثالث - حديث الملاجئ

أشـتم رائحة السـلام
مـن خلف هاتيك التلال

وأرى زبانية النظام
تغور في صمت الرمال

هل داهم المـوت الظـلام
أم أنهُ هجـس الخيال

تتساءل الأحلام تلك الرابية
عن حقلنا و مياه تلك الساقية

عن وردةٍ في الدار تعشق عطرها
نسمُ الصباح فهل تراها باقية

أم أن حقد الفرس يحرق كل ما
نسبت إلى العربي محض كراهية

تتساءل الأحلام عن أهلٍ لنا
صنعوا من الثورات شمسٌ ثانية

لم يسكروا بالضعف رغم مصابهم
فلهم على النكبات نفسٌ سامية

فإذا مررت بشارعٍ أو حارةٍ
سترى على الجدران سيف معاوية


هي هكـذا تروي الشآم
مهـد الفتوحات الخـوال
سيان عـندهم الحمام
مادام في شرف النضال
فأحمل إلى الطاغي الحسام
يا أيهَ الشــرف المنال


لك ألف شكرٍ صادقٍ يا ابن الأسد
رغم الدمار وهول فقدان الولد

قد كن قبل القهر نحيا أمتهً
برحابك السوداء نحملك الأحد

فغرست فينا النور حين قصفتنا
وذكوت فكراً كان يملئهُ الرمد

حامي حما صهيون ألف تحيةٍ
دمرت خارطة المجوس إلى الابد

ها نحن بين قذيفةٍ وشظيةٍ
نستيقظ التكبير للفرد الصمد

تسموا الجراح على ضفاف قضيتي
وقضيتي أن لا أكون المطهد

وتساقطـت كسـف الركام
و النار تقتات الجمال

فعرفـت ما ينوي القتام
للطفل في قلب الجبال

ليذيـق مهجتنا الضــرام
ونحيد عــن هذا القتال

أحرق و دمر ما هناك وما هنا
لن تخنق الصوت المعطر بالمنى

لن تطفئ الآمال في أحداقنا
أو توقض الأحلام من شجر الدنا

دع عنك أوهاماً ضللت بدربها
لن تبق حتى لو تصيرت السنا

أترى تصافح من تلوذ بعرضهِ
جوراً و ينزع في مفارشهِ الضنى

كلا سيمضي الحلم في خفقانهِ
حتى يعانق نور فتحٍ بينا

وتعود هذي الأرض فجراً باسماً
لبنيه تحصد من رباها السوسنا


ما زلــت أشتـم السلام
مـن خلف هاتيك التلال

وأرى نظام ولا نظام
و كأنهُ ألٍ لأل

قد داهم الموت الظـلام
و العـرش لن يبق لأل