ملحمة فارس الادهم بعد غزوة لندن
ما غاب َ صوتُك ما أودى به الجبلُ ما ضرَّ مثلكَ لو شُرِّدتَّ يا جَمَلُ
إني سمعتُ صداكَ الحُرَّ يُنشِدُهُ سَبعُ الجِبالِ وظَبيُ البَرِّ والحَجَل
أضحت خُراسانُ والقوقازُ تسمَعُها وديانُها وسفوحُ السَّهلِ والقُلَلُ
جارُ الصُّقورِ وثاوٍ في منازِلِها ضيفُ السِّباعِ إذا ما ضاقَت النُّزُلُ
تأتي الفواتِكُ كي تَأتَمَّ في عَلَمٍ بالحَزمِ والعَزمِ والأيمانِ يَشتَمِلُ
طافت عليه وما فاقَتهُ في عَدَدٍ بل فاقَها هِمَماً في أنَّه رَجُلُ
يا ساكِن الكَهفِ والسُّمَّارُ أربَعَةٌ الهَمُّ والَّليلُ والرَّشَّاشُ والجَبَلُ
عوفيتَ من عِللٍ زارت مُبَكِّرةً والحَربُ أهونُ ما يأتيكَ والعِلَلُ
يا يومَ سِبْتِمبرُ الأيَّامُ ما فَتِئَت تَختالُ فيكَ بعزِّ الدَّهرِ تَحتَفِلُ
فَرَّت نُيويوركُ لما فرَّ عُمدَتُها بين الوِلاياتِ فرَّ الأرعَنُ ألثَّمِلُ
غَزَوتَ وحدَكَ بُرجَيها بما حَمَلت مادَت بِهِنَّ فما تَقْوى فَتَحتَمِلُ
فانهارَ في جُرُفٍ هارٍ تَجَبُّرُها جَعَلتَها مَثَلاً ، لو ينفع المَثَلُ
ألقَمْتَ أجنِحَةً طارَت بأجْنِحَةٍ يا غازِيَ الجَوِّ ما حالَت بك الحِيَلُ
خَلَطتَّ عالِيَها خَلطاً بِسافِلِها ما كانَ فِعلَكَ بل فِعلاً بِه سَفَلُوا
خَلَّفتَها أثَراً بِئراً مُعَطَّلَةً النارُ تَحطِبُها عاما فَتَشتَعِلُ
حتى يقولَ إذا ما مَرَّ عاشِقُها أنْعِم صباحاً عَفَى يا أيُّها الطَّلَلُ
تَخَطَّفَتْكَ بُزاةُ الطَّيرِ (جورجَهُمُ) ودَبَّ في مُلكِكَ التَّدميرُ والعَطَلُ
لقد أتَوها وَوَجْهُ الصُّبْحِ مُنبَلِجٌ وغادَروها ووجهُ اللَّيلِ مُنسَدِلُ
يا غَزوةَ الثَّأرِ ما ثَأري بِمُكتَمِلٍ يا ذلكَ الحَدَثُ المَشهودُ والجَلَلُ
يومٌ بِألفٍ وفي الأيامِ مَحكَمَةٌ في الدَّهرِ تَقلِبُنا أيَّامُه الدُّوَلٌ
ألعَينُ بالعَينِ والسِّنُّ القَليعُ بِهِ إرهابُنا قِيَمُ ، تَدميرُنا مُثُلُ
ألعدلُ هذا وما قالوهُ سَفسَطةٌ يَبغونََها عِوَجاً قالوا فما عَدَلوا
قَد نِمتَ مِلءَ جُفونٍ عن شَوارِدِها و دارَ حولَ حُروبٍ جُبْتَها الجَدَلُ
أفْتَى المَشايِخُ والسُّلطانُ يَملِكُهُم وكلُّ قولٍ من المَملوكِ مُحتَمَلُ
حَدِّث ولا شَرَفٍ من غيرِ تَورِيَةٍ يُفتيكَ بالحَربِ مَن قَلبُه الجَذِلُ
واشُنطُنِ الظُّلمِ ما أغنَت وَزارَتُها عنها الدِّفاعَ ولم يَشفع بِها هُبَلُ
أتَيتَها و جُنونُ الكِبرِ يَقتُلُها قَتَلتَها وجُنونُ العَقلِ يَعتَمِلُ
أشعِل بها النَّارَ لا إثمٌ ولا حَرَجٌ لَقِّن بِها الدرسَ لا خَوفٌ ولا وَجَلُ
وامسَخ بِها الأرضَ في بَدوٍ وفي حَضَرٍ قاتِل بها الدَّهرَ لا رَيثٌ ولا عَجَلُ
يا فارِسَ الأدهَمِ الفتَّانِ مَنظَرُهُ يَسيرُ خَلفَكَ في ألحاظِهِ الخَجَلُ
إذا مَشَيتَ فَشَطرُ الحُسنِ تَركَبُهُ و إن رَكِبتَ فَشَطرٌ فيهِ يَكتَمِلُ
ألعادِياتُ إليكَ أليومَ وِجهَتُها و المُورِياتُ لَديكَ اليومَ تَمتَثِلُ
فلو رأتكَ نَجِيباتٌ تَطيرُ بِه ألقَت جِراناً و غارَت عِندَها الذُّلُلُ
أرى عَصاكَ إذا ما قُمتَ مُتَّكِئاً عَصى الكَليمِ بها الحَقُّ الذي امتَثَلوا
وفي عَمامَتِكَ البَيضاءَ تَذكِرَةٌ قد ضَيَّعَتْها عَباءاتٌ لها عُقُلُ
سَمِيُّكَ الأسَدُ الغَضبانُ مُنتَفِعٌ يَصولُ باسمِكَ في الغاباتِ يَنتَحِلُ
تَشابَها عَلَماً والجِنسُ مُختَلِفٌ تَناظَرا خُلُقاً والهَمُّ مُنفَصِلُ
فلو خَرَجتَ بِعُرضِ الغَاب تَطلُبُه أناخَ نَحوَكَ وَيكَأنَّه حَمَلُ
سُودُ الوَقا ئِعِ والسُّودانُ تَعرِفُُكُم سودُ الجِبالِ وسودُ الخيلِ والسُّدُلُ
لَأنتَ في أُمَّةِ المِليارِ واحِدُها تَرنو إليك إذا ما استُضعِفَت مُقَلُ
عَلوتَ كلَّ شُيوخِ الأرضِ مُنفَرِداً كما علا الأرضَ في خطٍّ له زُحَلُ
دع عنكَ ما حَشَدَ الطَّاغوتُ من دُوَلٍ فلا تُؤَثِّرُ في نَعليكُمُ الدُّوَلِ
إن يَذكُروكَ ففي هذا لَهم شَرَفٌ أو يُخرِجوكَ فَمُلكُ القومِ تَنتَعِلُ
قد قَطَّعوكَ حَبالَ الوَصلِ فامتَنَعَت أنَّى لَهُنَّ وحَبلُ اللهِ مَتَّصِلُ
الجَيشُ يبعَثُ في أمرٍ له رُسُلاً وأنت تبعَثُ تَفجيراتِكَ الرُّسُلُ
بَنيتَ مِنكَ لِشِعرِ العَصرِ مَلحَمَةً فَلستَ مَهما كَتَبنا الشِّعرَ تَكتَمِلُ
تَمشي بِك القِمَمُ الشَّمَّاء في شَمَمٍ تَطيرُ عنها كَطَلُّ الصِّيفِ تَنتِقُلُ
بالعَزمِ من بَلَدٍ تَمضي إلى بَلَدِ حَتَّامَ أنتَ بِهذا العَزمِ تَرتَحِلُ
يا من عُيونُ ضِعافِ المُسلِمين بِهِ عندَ الغُدُوِّ وبالآصالِ تَكتَحِل
من مَعشَرٍ جُبِلت بالحربِ طِينَتُهم سِيَّانَ عِندَهُمُ ألقتلُ والقُبَلُ
يُمْنٌ حَضارِمَةٌ فرسانَ بادِيَةٍ صِيدٌ خَضارِمَةٌ سالوا إذا سُئلوا
قومٌ إذا وُزِنوا بينَ الوَرى رَجَحوا أو فوضِلوا بين أقرانٍ لهم فَضَلوا
أسَّستَ من نُخَبِ الأبطالِ قاعِدَةُ نِعمَ الجَهابِذُ والأنصارُ والخُوَلُ
جَمعٍ على مِلَّةِ التَّوحيدِ دَعوَتُهُم وقد تََزِيغُ بِأهلِ المِلَّةِ المِلَلُ
نَجديَّةٌ سَلَفِيَّةَ الجِهادِ هُمُ إن قاتَلوا قَتَلوا أو قاتَلوا قُتِلوا
كالقَطرِ أنَّى أصابَ الأرضَ أنضَرَها يُسَعِّرون حروباً أينما نَزَلوا
مُستَرشِدين بِهديِ الله دعوَتَهُم ولا يَكون مع المُستَرشِد الزَّلَل
جابوا الثُّغورَ ثَغورَ الرُّوسِ والعَجَمِ يُحيونَ ما فَتَحَت أسلافُُنا الأُوَلُ
طِيبَ الأرومَةِ طِيبُ العِرقِ يَجمَعُهٌم إن جدَّ جدٌّ تُشدُّ المُُعرِقَ الأُصُلُ
مَدارِجُ الشَّرَفِ المَرثيِّ مَدرَجُهُم قد طُرِّزَت لَهُمُ فيما ارتَقَوا حُلَلُ
منِ انبِعاقِ دِماءِ الكفرِ مَورِدُهم إذا همُ ظَمِئوا من مورِدٍ نَهَلو
هذي مُبايَعَةُ من كفِّ بائِعِها لي ناقَةٌ عُقِرت في الحَربِ لي جَمَلُ
حنَّت جَزيرةُ عدنانٍ لِرؤيَتِهِ الخَيلُ واللَّيلُ والبيداءُ والأبِلُ
ألحَقُّ يَجمُلُ بابَ الكَهفِ في حَسَنٍ جمالُ يوسُفَ بابَ الجبِّ إذ نَشَلوا
ففي الوُكورِ لِعَيشِ الحُرِّ مُنتَجَعٌ وفي الذُّرى لِكَريمِ العَقلِ مُعتَزَلُ
نِعمَ الفَتى بِسِلاحِ العَصرِ مَنطِقُهُ ألنَّار تَبلُغُ ما لا تبلُغُ الأَسَلُ
إن لم تُعِزُّكَ في مَثواكَ مَكرُمَةٌ يُعِزُّك الظَّعنُ في الأمصارِ وألنُّقَلُ
إني لَيَحزُُنني يا مَوطِنَ العَرَبِ أن يَغصِبَ الحُكمَ في أفيائِكَ الهَمَلُ
ما كان يَحسُنُ أن يَمتَدَّ بي أَجَلي كي أُبصِرَ الأرضَ يُعلِي شَأنَها السَّفَلُ
في غْوانْتَََناموا لُيوثُ الدِّينِ واأسَفاً إنَّ الخَليجَ لِما قد مَسَّهُم خَجِلُ
كَلَّ الحَديدُ وكَلَّ القَيدُ والزَّرَدُ أمَّا المَعاصِمُ ما آذى بِها الكَلَلُ
ألخِزيُ يَلحَقُ أمريكا بِما فَعَلَت واللهُ يُكْرِمُ أسرانا بِما فَعَلوا
يا طُونيَ الشُّؤمِ ما غادرتَ بَصْرَتَنا حتَّى أتاكَ لِعُقرِ دارِكَ الشَّلَل
باءَت بِنِفطِ خَليجِ العُربِ لَنْدَنِكم فأنتَ مُرْتَقِبٌ فيها ومُنْذَهِلُ
أبناءَ آدمَ لم نَجهَل بِها أبَداً هُمُ الذين بأرضِ العُربِ قد جَهِلوا
فاربِط بأَدهَمِكَ العَتيقِ ساعَتَها فَكُلَّما دَقَّ فيها عَقرَبٌ جَفَلوا
أكرِم بِراَيَتِك السَّوداءَ نَحسَبُها راياتُ أحمَدَ بالمَهديِّ تَبتَهِلُ
جاءَ الزَّمانُ بِها في مَوعِدٍ أَزِفَت ساعاتُ مَبعَثِهِ وأُقِّتَ الأجَلُ
من الفُراتينِ نصرُ اللهِ مُرتَقَبٌ بِهِ تَلوحُ إلينا الفِتيَةُ الفُتُلُ
جَحافِلُ الحقِّ والطُّغيانُ إلتَحَما ما بين مُحتَبَس النَّهرينِ تقتَتِل
يا ابنَ الخَلايِلَةِ الأقحاحِ مَعدَنُهُم يا ابن الرِّجالِ وفيكَ الشِّعرُ يُرتَجَلُ
يا ابن الكِرامِ مِن الأردنِّ مَنبَتُهُم إنَّ الكِرام إذا ما آمنوا بَذَلوا
أكرِ بِموطِنِك الزَّرقاءَ من بَلَدٍ يا أزرَقَ الحَقِّ فيك الحَقُّ يَنتَضِلُ
بَدأتَ حيثُ (عِمادُ الدِّينِ)أبْدَأَهَا من الشَّمالِ إلى البيتِ الَّذي وَصَلوا
ذاك المَسيرُ صَلاحُ الدِّين أكمَلَه واليومَ يُكْمِلُهُ أحفادُهُ النُّجُلُ
تَظَلُّ تَذكُرُكَ المَارينزُ في رَهَبٍ من هولِ فِعلَك فيهِم أيُّها البَطَلُ
هِيراتُ تَشهَدُ و الأفغانُ تَعرِفُه والرُّوسُ تَخْبُرُهُ والرُّومُ تُختَتِلُ
أَشْرِب عُلوجَهُمُ مِن الفُراتِ دَماً فالتَّمرُ مَطعَمُهُ مِن دِجلَةَ البَصَلُ
فأنتَ عِندَ قِراعِ الحَربِ مُحتَمِلاً كيف المارينزُ _بِحَقًّ اللهِ _ تَحتَمِلُ
أما أتاهم بأنَّ الحَربَ صِنعَتُنا نَحنُ الذين بِساحاتِ الوَغى جُبِلوا
لها أطيطٌ من الأبطالِ مُثقَلَةً تَخِفُّ عِندَهُمُ ما لها ثِقَلُ
تََحلوا الحُروبُ إذا حَلَّت مَضارِبَنا كما يَحلُّ بِريقِ النَّاحِلِ العَسَلُ
يا كوكَبَ الأرضِ إنَّ الله يَقذِفُنا بالحقِّ فيك بِهذا الهديِ تَعتَدِل
جِئنا إليكَ ولا حدٌّ يُطوِّقُنا نحن الذين على الجَبَّار نتَّكِلُ
هذا العِراقُ وقد عادَ الصَّليبُ له كالقادِسيَّةِ جاءت نحوَها الفِيَلُ
وابن الفَضيلِ وحَفصُ الحربِ يَسمُلُها كعاصِمِ الخَيلِ والقَعقاعِ إذ سَمَلوا
من لليَهودِ إذا جاءَت جحافِلُهم يا ويلَ أمِّك يا شارونُ إن دَخَلوا
سَيَعلمِ الناسُ مِمَّن لَفَّ لَفَّهُمُ بِأنَّّه ما لهم بِمِثلِنا قِبَلُ
هذا المَقام مَقالُ الشِّعرِ يُحسِنُهُ الَّنثر والخُطَبِ العَصماءُ والزَّجَلُ
يَطِيبُ فيهِ لِساني حينَ يَذكُرُه كما يَطيبُ لِسمعِ العاشِقِ الغَزَلُ
بَلِّغ سَلاماً لَعَلَّ القَولَ يَبلُغُهُ مني إليهِ تَحَايَا القَولِ والقُبَلُ
عُذري إليه فما في ساعِدي قِصَرٌ لكنَّها قَصُرت من طولِه الجُمَلُ
ما أنصَفَتهُ جَميعُ الناسِ ما ذَكَرت فَكَيفَ تُنصِفُهُ مُستَفعِلُن فَعِلُ
سَجَّلتُ عنه فما أجزأْتُ قافِيَتي وقلتُ مُقتَضِباً لِأنني عَجِلُ



رد مع اقتباس

