توجعت قدماه وانزلقت آخر كلماته من على حافة شفتاه
لفظت قصائده أنفاسها الأخيرة , كم كان متعبً ذلك الحرف
وهو يخطو خطواته الأولى نحو مسامع الحاضرين !!
بعض العليل أعاد للوجه الشاحب بريقه .
تُسللت لصوص الحلم إلى دهاليز فؤاده واقتحموا عليه عنفوانه
وأحالوا الغبطة التي كانت تُحيط بالمكان إلى تحقيقِ هزلي ..
هل ضوء الشمس يحتاج إلى وسيط كي يعبث بوجهي القرمزي ؟!
هل وقع جيش التتار بالفخ قبل الوصول إلى قصر الخليفة ولم يتعلموا من درس فرعون ؟!
عربة الإسعاف تنقل البارود الملقى على الأرصفة إلى غرف الإنعاش !
والكاتبون الحرية بدماء الوريد يتسكعون على عتبات المساجد ,
الراهبات البكر ألقوا وشاح التعبُد على منصة التراتيل عل الخليفة في الخطبة الأخيرة يقتُله الحياء .
البيت الأخير في القصيدة يخنقهُ الهجاء
قد كان مدحاً يصف حُسن الجواري وطلاء حجرة الضيافة والكرسي المرصع بالذهب
لم يعي أن للشعر سلطاناً آخر وأن للحرف إبتهال مختلف قد يغالط مقاصد الرياء التي أحلت بك
هي كلمة الأحرار فألقها ولا تخف , فلربما تحتاج النزوح إلى ساحة الحق فيحتبس عن قلمك الإلهام
ولا تملك في دنياك سوي دمعة سدَي

كُتبت بتاريخ
26/1/2013