وقبلَ سنتين يا أصدقاء .. كنَّا في ذلٍ وهوان ..
كنا نخافُ ونقولُ أنَّ للجدارنِ أذآنٌ وتسمعُ كل ما نقوله ..
كان أكبر همِّنا .. أنْ نأكلَ ونشربَ وننامَ بسلامٍ ..
كنا لا نجرؤ على أن نتفوَه بأيّ كلمٍة سياسيةٍ .. وكنا لا نريد إلا السترةَ .. والحياةَ .
لكن في شهرِ آذار ،اختلفَ الوضع ُوبدأ الناسُ يطالبون بحقوقِهم أشد المطالبة .
بدأت تلك الحكايةُ يا إخوانِ معَ بدايةِ الربيعِ العربيِّ وتحديداً معَ الثورة الليبية المجيدة.
انتفضَ الشَّعبُ وبدأت شعارات الحريَّة تملأ سوريّةَ كلَّها .. بدأت من درعا فحمصَ فبناياسَ فإدلبَ فحماةَ فديرَ الزور ..
مازلتُ أذكر ذلك اليوم يوم عاد المصلونَ من صلاةِ الجمعةِ متجهين إلى ساحةِ الساعةِ لإسقاطِ المحافظِ اجتمعوا هناك ..
ومن هناكَ أسقطت أول صورةٍ للرئيسِ السّابقِ بشار ووالدِه من على مبنى نادي الضباط في حمص .. :)
ومن تلك اللحظة .. 18\3\2013
لم يتوقفْ أهلُ سوريةَ عن مطالبتِهِم بالحريَّة ..
تلك السَّنتانِ من عمري .. لن أنساها ..
لن انسى مجزرةَ صيدا ،مجزرةَ الحولة ،مجزرة كرم الزيتون مجزرة حي الخالدية .
لن أنسى إصابة ابن عمي الصغير برصاصة، ولن أنسى موت ابن عمتي ..
لن انسى سنوات الدارسة التي ضيعتها وضوعها أخوتي .
لن أنسى أصوات قرع الطبول والمظاهرات والهرب من الجيش والأمن .
لن أنسى إضراب الكرامة اعتصام حمص اعتصام الخالدية.
لن أنسى مليونية مليونية حماة مليونية دير الزور .
لن أنسى حمزة الخطيب وثامر الشرعي .
كل ذلك لن أنساه .. سنتين كانت من أجمل ومن أتعس أيام حياتي .
خضنا فيها لصعاب .. خضنا فهيا المغامرات .. ورغم كل ذلك كانت جميلة .
ثورتي ..
كم احبك :)
![]()
![]()