بَهاءٌ مَديـدُ الطُّهْـرِ يُفْـرِغُ سِـرَّهُ عَلَى الأَرْضِ وَالْقَلْبُ السَّماوِيُّ يَنْظُرُ
تَـزُفُّ خُطاهـا غَيْمتـانِ وَخَفْقَـةٌ شَمَالِيَّـةُ الآمـالِ بِالْحُـبِّ تُزْهِـرُ
تُهيـلُ عَلَيْهـا الْكائِنـاتُ تَزَلُّـفًـا بَياضًا غَزيرَ الضَّـوْءِ لا يَتَكَـرَّرُ !
توحِّدُنـي بِالْفَجْـرِ حيـنَ أشُمُّهـا ويَخْفقُ فِيَّ الْكَوْنُ وَالْوَقْتُ أَخْضَـرُ
صُعودًا إليْها في مـداراتِ حُسْنِهـا ليَنْبُتَ في روحي الصَّفاءُ الْمُعَطَّـرُ
عَروسٌ تَجَلَّتْ في دَمِ الشِّعْرِ مِثْلَمـا تَجَلَّى بِصَدْرِ الْغَيْبِ حُلْـمٌ مُبَخَّـرُ !
لَها نَكْهَةُ الْحُـبِّ الشَّفيـفِ وَقَلْبُهـا إلى سِدْرَةِ الضَّوْءِ المُؤَمَّـلِ مِعْبَـرُ
بَعَيْنَيْكِ يا سَمْـراءُ نُزْهَـةُ عاشِـقٍ يُصَلِّـي عَليْهـا حُـبُّـهُ وَيُكَـبِّـرُ
أَعِدِّي لَنا ظَهْرَ الْغُيومِ لِكَـيْ نَـرى ضِياءاتِكِ الْحُسْنى وَما هُوَ أكثَـرُ !
وَكوني إذا ألْقَتْ لَنا الرِّيـحُ ثَوْبَهـا مَـدًى عَبْقَـرِيَّ النُّـورِ لا يَتَغَيَّـرُ
رَأَيْتُكِ فـي قَلْبـي الْمُهَيَّـإِ لِلْهَـوى صَلاةً بِها عَنْ لَدْغَةِ الْحُزْنِ أطْهُـرُ
(عُمانُ) وَماذا غَيْرُ ذِكْرِكِ ضَمَّنـي بَنَفْسَجَةً للرَّوْضِ وَالْعِشْـقُ كَوْثَـرُ؟
(عُمانُ) النَّدى وَالْغَيْمُ وَالْخُلْدُ والذُّرى وَأوَّلُ حُــبٍّ بـاهِـرٍ لا يُفَـسَّـرُ
(عُمانُ) بِـلادٌ لا تَمـوتُ وَنَبْضُهـا بِقَلْبِ نَبِيٍّ فـي الْفراديـسِ يُبْحِـرُ
تُقيمُ بِهـا الأضْـواءُ مُنْـذُ نُشوئِهـا لَها وَمْضَةُ الْميلادِ وَالْوَجْـهُ مُقْمِـرُ
تَكَثَّفَـتِ الأَحْـلامُ ورْدًا وَنَفْحُـهـا عَلى جَرَّةِ الْفَجْرِ الوَضيئَـةِ تُعْصَـرُ
أَبُثُّـكِ مـاذا؟ والصَّبابـاتُ جَمَّـةٌ قَوافِلُ شِعْـرٍ لا يِسَعْهُـنَّ دَفْتَـرُ !
تَجيئيـنَ من فَوقِ السَّماواتِ حُرَّةً وضَوْءُ الْجمالِ الْعَذْبِ في الْبَحْرِ يَنْقُرُ
وَيَنْمو عَلى كَفَّيْكِ رَمْـلاً،إذا مَشـى عَليْهِ الرَّدى تَكْبـو خُطـاهُ ويُدْحَـرُ
تَمُدِّيـنَ للقَلـبِ الضَّريـرِ تِـلاوَةً فيَصْحو مِنَ التِّيهِ الْعَميـقِ وَيُبْصِـرُ
أَتَتْكِ السَّماءُ الآنَ تَبْسُـطُ روحَهـا حَنينًـا ، وباللَّـوْنِ الْبَهِـيِّ تُدَثِّـرُ
وَلَفَّتْكِ فـي بَهْـوِ النَّهـاراتِ لَهْفَـةً نَخيلٌ عَنِ الأفْقِ الْمُرجَّـى تُخَبِّـرُ !
تَقُصُّ عَلى سَمْعِ السَّواقـي حِكايَـةً عَنِ الْمَجْدِ والْخَوْفُ الرَّمادِيُّ يُكْسَـرُ
بِها آمَنَتْ كُـلُّ السَّمـاواتِ جَهْـرَةً كَمَعْنًى جَميلٍ في الحشاشاتِ يَكْبُـرُ
إليْكِ تِـلاواتُ الْمُحِـبِّ ، فَحَرْفُـهُ عَلى شَفَـةِ الأيَّـامِ وَرْدٌ وَسُكَّـرُ !



رد مع اقتباس