طفل من بغداد

طفل من بغداد

لطفلٍ يسكنُ في قلبي

يجتاحُني مثلَ معجزة

يهدرُ في شرايين أيامي

ويوغلُ في خبايا ذاكرتي

لطفلٍ يسكنُ في قلبي ويحرسني

أحلامٌ

أجنحتها كثيرة

وأرواحٌ بيضاء لا تُحصى



أيّها العصفور الذي كم

ركضتُ وراءهُ حافيا

كم قحفتُ عشَّهُ

وسلبته من أمِّهِ وأبيهِ

أيّها العصفور الذي

يصيدني ولا يُصاد

يكمشني على حافَّةِ الشوقِ

مثل عيون المها

بينَ الرصافةِ والجسرِ

أيّها العصفور الذي

أحلامهُ البيضاء لا تُحصى

هل تقدرُ الأجنحة

أن ترفرف

دونَ قلبِ الشاعر

دونَ قلب طفلٍ

يسكنُ في قلبي

ويشدُّ العالمَ

كُلَّهُ

إلى صدري؟!



أيّها الطفلُ الذي

يصيدني ولا يُصاد


يا معجزتنا التي

لا يدركها

من ليسَ لهُ قلبُ طفل

إبقَ في بغداد الآن

غيمةً

أو حجراً في يده

أو قمرا

يضيءُ عيون أحلامهم

أحلامَ طفلٍ على شاطىء الفرات

أو دجلة

هو أنا

وهو أنت

وهو كلُّنا

ولأحلامهِ هو أيضا

أجنحةٌ كثيرة

وأرواحٌ بيضاء لا تُحصى.

أخي الكريم مصطفى مراد
كعادتك توزع الدهشة علينا
دمت بخير و سعادة
غصت في الكلمات كثيرا لمحاولة استخراج لؤلؤة الوزن فلم أهتدِ
فلولا أرشدتني
دمت لأحيك
د. جمال

لافض فوك صديقي مصطفى مراد


كلمات دققة الدلالة جميلة الصور

تقاسيم ... توزعت فكانت شدوا ... شكرا

اقتباس من د. جمال مرسي:

أخي الكريم مصطفى مراد
كعادتك توزع الدهشة علينا
دمت بخير و سعادة
غصت في الكلمات كثيرا لمحاولة استخراج لؤلؤة الوزن فلم أهتدِ
فلولا أرشدتني

أخي العزيز د. جمال مرسي،
ليس في هذه القصيدة أثر لأي وزن،
فهي من "قصيدة النثر".
شكرا لمرورك الجميل.

اخي مصطفى مراد

تحية لك

جميلة عباراتك مترعة بالاحاسيس والصور, ولكن ليس فيها من الايقاع والوزن شيئاً كما قُلتَ !
اما ما قصدت من قصيدة النثر
فكما ارى لا يجتمع القصيد والنثر فكل واحد منهما جنس ادبي مستقل تمام الاستقلال

فالنص اما ان يكون شعرا او يكون نثراً , ولكل منهما جماليته وخصوصيته, وكم من نص نثري فاق الشعر بلاغة وعذوبة وحسناً
انظر الى نص نثري (لقس بن ساعدة الأيادي) :
"
جاء وَفْد إياد على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم فقال: أيكم يعرف
قُسي بن ساعدة الإياديّ؛ قالوا: كُلنا يعرفه. قال: فما فَعل؟ قالوا: هَلَك. قال: ما أنْساه
بسُوق عُكاظ في الشهر الحَرام على جَمَل له أحْمر وهو يَخْطُب الناس، ويقول؛ اسمعوا
وعُوا، مَن عاش مات، ومَن مات فات، وكلّ ما هو آت آت، إنّ في السماء لخبراً، وإنّ في
الأرْض لَعِبَرا، سَحَائِبُ تَمُور، ونُجُوم تَغُور، لا فلك يَدور، ويُقْسم قُسقٌ قَسَماً، إن للّه لدينا
هو أرضى من دِينكم هذا. ثم قال: مالي أرى الناس يَذْهبون ولا يَرْجِعون، أَرَضُوا بالإقامة
فأقاموا، أم تُركوا فناموا "

اما شعره :
"
في الذَّاهبين الأوَّلي *** ن مِنَ القُرون لنا بَصَائرْ
لما رأيتُ موارداً *** للمَوْتِ ليس لها مَصادر
ورأيتُ قَوْمي نَحْوَها *** يَمْضي الأكابر والأصَاغر
لا يَرْجِع الماضي ولا *** يَبقى من الباقِين غابِر
أيقنتُ أنِّي لا مَحا *** لةَ حيثُ صار القومُ صائر
"

العقد الفريد - انتهى -

انظر الى خطبته , لمَ لمْ نقل قصيدة نثر
فإذا كنت ترى ان للنثر وشائج تربطه بالشعر , فأي الوشائج تلك عله يكشف لنا عن بصيرة !

تحية لك

اقتباس من الاستاذ سلطان سبهان:

لا فض فوك صديقي مصطفى مراد

كلمات دققة الدلالة جميلة الصور

شكري الجزيل أخي العزيز سلطان آل سبهان،
على مرورك الطيب وكلماتك الطيبة.
انها بغداد التي تعيش في ضميرنا أبدا.

يضيءُ عيون أحلامهم

أحلامَ طفلٍ على شاطىء الفرات

أو دجلة

هو أنا

وهو أنت

وهو كلُّنا

ولأحلامهِ هو أيضا

أجنحةٌ كثيرة

وأرواحٌ بيضاء لا تُحصى.

************

قصيدهـ عذبه سيدي الفاضل
لا حرمنا مداد قلمك

اقتباس من الاخ سلطان آل سبهان:

لا فض فوك صديقي مصطفى مراد

كلمات دققة الدلالة جميلة الصور

كلماتك تسعدني أخي سلطان،
تحياتي الصادقة،
وشكري الجزيل لمرورك الكريم.

جميل هذا الحس ، ورائع هذا التمكن الظاهر في التعبير. رأيت هنا صوراً في غاية الروعة ، ومعان بكر ، ولغة رصينة ، ولكنني لم أر هنا شعراً بل نثراً سيكون أجمل لو كتبت نصه بشكل أفقي لا رأسي وباستخدام أسلوب الفقرة أو أسلوب الخاطرة.


سأنقل هذا النص الجميل تصنيفاً إلى منتدى النثر مستأذناً.


أهلاً ومرحباً بك.


تحياتي