طفل من بغداد


لطفلٍ يسكنُ في قلبي

يجتاحُني مثلَ معجزة

يهدرُ في شرايين أيامي

ويوغلُ في خبايا ذاكرتي

لطفلٍ يسكنُ في قلبي ويحرسني

أحلامٌ

أجنحتها كثيرة

وأرواحٌ بيضاء لا تُحصى



أيّها العصفور الذي كم

ركضتُ وراءهُ حافيا

كم قحفتُ عشَّهُ

وسلبته من أمِّهِ وأبيهِ

أيّها العصفور الذي

يصيدني ولا يُصاد

يكمشني على حافَّةِ الشوقِ

مثل عيون المها

بينَ الرصافةِ والجسرِ

أيّها العصفور الذي

أحلامهُ البيضاء لا تُحصى

هل تقدرُ الأجنحة

أن ترفرف

دونَ قلبِ الشاعر

دونَ قلب طفلٍ

يسكنُ في قلبي

ويشدُّ العالمَ

كُلَّهُ

إلى صدري؟!



أيّها الطفلُ الذي

يصيدني ولا يُصاد


يا معجزتنا التي

لا يدركها

من ليسَ لهُ قلبُ طفل

إبقَ في بغداد الآن

غيمةً

أو حجراً في يده

أو قمرا

يضيءُ عيون أحلامهم

أحلامَ طفلٍ على شاطىء الفرات

أو دجلة

هو أنا

وهو أنت

وهو كلُّنا

ولأحلامهِ هو أيضا

أجنحةٌ كثيرة

وأرواحٌ بيضاء لا تُحصى.