رسالة ... إلى الدنيا
مع التحية
...........
لن ألقي عليكِ السلام أيتها الدنيا وأنت من أدمى سلامي وباع ودي وأدمع نجوتي وشتت أحضان قلبي ، ودفن أحبتي في وديان لا تذكرها خريطة أو حتى سلالة دمٍ ، فهل ياترى سمعتي عن أحد شواطئك الذي يُدعى سلام ، الذي اتخذ من عذب مياهك آية بشرى تُجمل ما ساءته خطاياكِ وتبعث الأمان ، لا أريد شكرا منكِ ولا سجود ، إنما أن تُحسني الرد على من ألقى السلام على ديار يقطنها المعذبون ، أما أنا فلا حرف لي فيك ولا فرح ولا ذكرى بمولدي ولا حتى طلب ، كيف لي بحبكِ وأنتِ من كرَّه أناسكِ العيش على مرابع ألواحكِ، كيف لي بنسيان جروح سببتها أحوال أجوائكِ وألوان عواصفكِ ، آه كم سأهذي باسم فقيدي ، لا تنكري فعلتكِ أيتها القاتلة أنتِ من أقبره وجعلني ألازم مدفنه عصرا من القيود والأحزان،أقف والكل يتهمني بالجنون ، أكلمه وصدى الوحوش تنتابني ردودا وخذول، أنا هنا مازلت هنا بانتظار فقيدي حتى يصحو من نوبة موت أغرَقتهِ عبثا منكِ وغرور ، حطمتِنا وشتَّتِ شملنا ، بعثرتِ خطانا واقتلعتِ الشمس عنا حتى نتوه في غيابات الشرود ، كنا نملك شمعة واحدة ، ومنها نستنير ، لكن لاشي يبقى على ما هو عليه ، لقد أسرَفتْ دموعا حتى ذابت حُزنا فلا أثر لها بقي ولا حتى نور، بعدها تفرقت الأيدي فنَفسٌ مات وآخر مازال ينطق باسم الإنتقام ، هيا قولي لي من أي الأبواب أدخل وأي الجدران أقرع ، أأسألكِ أم أدَّعي البيان؟!! ، ماذا بعد الموت ؟ هل ستلهمينا الحياة مرة أخرى ؟ أم أن الحياة مجرد اسم طُبع على جبهة قدركِ؟، الأن كلنا مُسيَّرون ، هنا الكل يحاسب نفسه ، أما غدا فالحساب هو من سيحاسبنا ، لماذا يا دنيا ؟ أما زلتِ بنجوى لقتل أكثر ، أتعشقين البنيان من رفات وأرواح ؟، أتَهْوين البحار من دماء الأبرياء ؟ ، أيتها الدنيا أعذريني لا أريدكِ أن تسجلي اسمي في سجلاتكِ ولا أن تَهِبيني الحياة فأنا مازلت ميتة لم أفكر يوما في الحياة على أرجائك ، ألا يكفيكِ ؟!! ، لقد جرَّدتني من أوعية أحبتي ، واقتلعتي أطياب فيضهم من مجرتي ، لقد بنيتي الحواجز والمنصات بيننا ومازلتِ، ووضعتي شتى العلامات والعبارات التي تقتل وحدتي ، وحرمتني مما استباحت له الأوردة منذ ميلاد الأجنةِ، وأبصمتني على جدران الظلم لم تكن فيها فعلتي ، وجعلتي من اسمي تعاسة وويل وحرقتي صفوَ أملي ، وكسيتني الخوف بعد أحضان الطفولة ومرابع الهنى يا ويلتي ، وسَيَّرتي عمري بالفنى عجلا ً منكِ لتقتصي مني بأمور لم تكن مني، سعيتُ وياليتني لم أسعَ وهذا قدري، أتعستني في عيد ميلادي فيا ليتني لم أولد حتى عيد عزائي، أنهرتني فلم يبقى سوى عيد نحري ، سئمت عيشا وأنا للموت أصبحت التاريخ والأحداث والعمر ِِ، أناجي بيا قالع الأرواح هيا أما حان موعدي ، يكفيني سيرا تعبت جريا ، لمن أسير ولمن أكمل ، مناجاتي هزت العالم ومازالت تتجدد ، بيا حقوق الإنسانية أريد استرجاع رفات فقيدي؟؟!! فهو كنزي وميراثي وقلبي، أما يكفيكم موتي وموته؟؟!! لا نريد من الدنيا شيئا ، فلا رجاء منها ولا حق للحياة يُذكر، نريد أن يجمعنا الموت بصوت واحد وإطار واحد واسم واحد تحت شعار شاطئ سلام ، فهل من سلام يعيد لنا الحياة مرة أخرى بعيدا عن الدنيا ؟؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
هل من مجيب ...............................

والسلام على الموت ألف سلام

تحياتي
شاطئ سلام
11/6/2006
الأن ... لحظة غموض