معلقة
قصة شعب حكاية أمة
شعر : مأمون تيسير محمد
ماجستير نحو عربي
بكيتُ وما فـي العيـن دمـعٌ فأدمـع ولا القلـبُ خفـاقٌ بفَـرحٍ فأهـجـعُ
طويـتُ وسـادي أستريـحُ فـإذ بـه من الشوك والأحزان يُسقـى ويُـزْرَعُ
أتيـتُ سأُلقـي مـا تنـوءُ بحمـلـهِ متونُ قوافي الشِّعرِ يا قـومُ فاسمعـوا
لـديَّ بحـورُ الهَـمِّ ضجـت بخافـقٍ وفـي هـذه الأبيـاتِ خَطـبٌ مُـرَوِّعُ
خَبَـرْتُ مآسـي المسلميـنَ فَطَوَّحَـتْ بيَ الدّارُ إذْ أضحى بها الهَجْـرُ يُشْـرَعُ
أراذِلُ خَلـقِ اللهِ سامـوا لـنـا الأذى ونحـنُ نِـيـامٌ مُستَـهـامٌ ومـولَـعُ
نبيـتُ بِأَحـوالٍ ونُمـسـي بغَيـرهـا إلامَ تَفَرُّقُـنـا وكـيـفَ سـنـرجِـعُ
نقـولُ سيأتـي الفجـرُ بعـدَ هُنَيهَـةٍ وأبعـدُ منّـا الفجـرُ والقـومُ تُـبَّـعُ
تشيبُ نواصي الشِّعرِ في وصـفِ أمَّـةٍ علاها بُغـاثُ النـاسِ يلهـو ويرتَـعُ
نخورُ بأدنـى العـزمِ والعَـزمُ واجِـمٌ فَكيـفَ يخـورُ اليَـومَ فَحـلُ مُمَـنَّـعُ
وصارَ فتيـتُ الأمـسِ أعتـى عتادنـا عَليـهِ نقيـتُ الرَّجـعَ والغيـرُ يدفَـعُ
وإنِّـي لمِـنْ وَقـعِ المصائـبِ مُثقَـل ٌبِـلادٌ تُحيـدُ الديـنَ والوَصـلُ يُقطَـعُ
عـراقٌ لَهيـبُ النـارِ صـارَ بَهـاؤه أسيرَ بواكي الموتِ والغَربُ مَرجِـعُ
وفـي هِمَّـةِ الأفغـانِ شَجْـوٌ مُصَـدَّعٌ وفي الغـارِ أهلوهـا طريـدٌ ومُتبَـعُ
أطَـرتُ إلـى الشيشـانِ قلبـاً مُحَلِّقـاً فَعـادَ ذَبيـحَ النَّفـسِ تَرجـوهُ أربُـعُ
سَرَجنا إلـى أرضِ الرَّسـولِ خيولَنـا وَعـادَتْ تُجيـدُ الآه فالفِسـقُ موسِـعُ
سـلامٌ علـى طـه الــذي لِردائـه أتتْ جَنَبـاتُ الكُفْـرِ تَهـوي وتَركَـعُ
وإنْ رُمتَ عيشـاً ليـسَ فيـهِ هنـاءَةٌ فَعَـرِّجْ علـى أرض الذيـنَ تَقَطَّـعـوا
بـلادٌ بإشـلاءِ الـرجـالِ صريـعـةٌ وَشَعبٌ إليـهِ الذَّبـحُ يَمضـي ويَهـرَعُ
على عَتَباتِ القُـدسِ سالَـتْ دِماؤنـا ويا لِضيـاءِ القُـدسِ يُـذوى ويُلْفَـعُ
ونَمضي إلـى المـوتِ الـزؤام كأننـا خُلِقنـا علـى الأكفـانِ ظُهـراً تُشَيَّـعُ
بِنابُلْـسَ أرْضِ النـارِ ثـارِتْ أُخـوَّةٌ على نَهجِ هادي الكِونِ ذاقوا وجَرَّعـوا
فعملاق هـذا الجيـلِ ليـسَ كَغيـرِهِ وهيهـاتَ عنـهُ مـن يُرَقَّـى ويرفَـعُ
قضى النَّحْبَ لاقى اللهَ والوَعـدُ صـادقٌ وفـي جَنَّـةِ الرحمـنِ راضٍ ويَهجَـعُ
وفي سورةِ الإسـراءِ ضُمَّـتْ نُبـوءَة ٌبــأنَّ أوانَ الـوَعـدِ دانٍ ومـوقَـعُ
وفـي سُنَّـةِ العَـدنـانِ أنّ َرِباطَـنـا لِيـومِ لِقـاءِ اللهِ يـا رَبُّ هَـلْ وَعـوا
جنينٌ علـى الأشـلاءِ حَطَّـتْ رِكابَهـا وصاحَت خذوني ضاقَ في الصَّدْرِ موجِعُ
ونادَتْ نواصِـي أُمَّـةٍ لـم يَعُـد لهـا مِنَ النَّخَـواتِ الصِّيـدِ نـابٌ ومَقْطَـعُ
ألمْ تَسمَعـوا يـا أُمَّـةً طـالَ نومُهـا بِمُعتَـصـمٍ باللهِ يُـدْعـى فَيَـجْـمَـعُ
هَجَرْنـا ديـارًا و هْـيَ خيـرُ مَنـازِلٍ فَهُـجِّـرَتِ الأَرْواحُ مِـنَّـا تُـقَـطَـعُُ
أيا حـرَّ أنْفاسـي وَلَهفـي ولَوعَتـي على خَيرِ أرضٍ كيفَ تَشْقـى وتَجـزَعُ
فهـذي فِلِسطيـنٌ وتِلْـكَ خُطوبُـهـا سلامٌ على الدُّنيـا إذا ضـاقَ مَوسِـعُ
أيـا هـذهِ الدُّنيـا الغريـبـةِ إنَّـنـا ضُيوفٌ على الأيَّـامِ والضَّيْـفُ يُرفَـعُ
أَتُقْطَـعُ أَوْصـالٌ وتَشْخَـصُ مُقْـلَـةٌ أجيبي فَمِنْـكِ الصَّمـتُ كالسُّـمِّ يُنْقَـعُ
و أَرخـي رحـالـي إنْ أرَدْتِ مَـذَلَّـةً فَلَسـتُ مِـنَ القَـوْمِ الذيـنَ تَقَعقَعـوا
وقالـوا كَوَتنـا النَّـارُ داروا جُلودَنـا وَهَـل كانَـتِ الجَنَّـاتُ حَلـوى تُـوَزَّعُ
نسينا هَـجيرَ الجوعِ في شِعبِ طالـبٍ وكَيـفَ أدارَ الكَـوْنَ قَـوْمٌ تَجَـوَّعـوا
فَأَيـنَ مِـنَ العـربِ العِظـامِ مَواقِـفٌ تُعَمِّـرُ نَخْـلَ البيـدِ والبيـدُ بَلْـقَـعُ
وإنَّـا رِجـالُ اللهِ يـا قَــوْمُ إنَّـنـا سَلائِـلُ مَجـدٍ لَيـسَ فـيـهِ مُقَـنَّـعُ
ولَسْنـا مِـنَ الرهط الذيـنَ إذا هُمـو رَأَوْا عادِيـاتِ الدَّهـرِ وَلُّـوا ووَدَّعـوا
جُبِلنا على الإقْـدامِ فـي كُـلِّ جَحْفَـلٍ فَدانَت إلينـا الـرومُ تَـذوي وتُصْـرَعُ
ولَيسَ إلى الفَخْـرِ العريـضِ رِغابُنـا ولكِنْ إلينـا الفَخْـرُ يَسعـى وَيَطْمَـعُ
سَلِ الأَنْجُـمَ اللائـي شَدَدنـا وَثاقَهـا بِـأَرواحِ جُنـدِ اللهِ كيـفَ تُشَعْـشَـعُ
وكيـفَ تُنيـرُ اللَّيـلَ والليـلُ حالِـكٌ بناصِـرِ ذاكَ الدِّيـنِ يَشْـدو فَيُسْـمَـعُ
سأُلقي على الأسمـاعِ خيـرَ قَصائـد أُرَدِّدُ شِـعْـري صـاديـاً وَلْتُرَجِّـعـوا
فَأَنتُم صَهيلُ الخَيـلِ يـا أَهـلَ ضِفَّـةٍ وأنتُمْ صَليلُ السيفِ يـا غَـزَّةَ اقْطَعـوا
أيـا صَهـوةَ الثُّـوَّارِ والحُـرُّ ثـائـرٌ أثيروا غُبـارَ النَّقْـعِ دُكُّـوا وأَوجِعـوا
وداووا صُداعَ الرَّأسِ في البَتـرِ راحَـةٌ أذيقوا بَني صُهيـونَ هَمَّـا ورَوِّعـوا
وصونـوا دِمـاءَ المُسلِميـنَ فإنَّـهـا لَسِرُّ طَهورِ الأرْضِ إنْ سـالَ مَوْضِـعُ
وكونـوا علـى البَتَّـارِ خيـرَ مُوَحَّـد ٍأنيخـوا جِبـالَ الهَـمِّ فالنَّصـرُ طَيِّـعُ
وتِلـكُـمْ مُعَلَّقَْـتـي أرَدْتُ عيـاذَهـا مِنَ الأَعْيُنِ الرَّقطـاءِ والعَـوذُ يَنْنفَـعُ
وَلَسـتُ بِكَعـبٍ أو زُهـيـرٍ وإنَّـمـا على صَهَـواتِ الخَيـلِ شِعـري يُرَبَّـعُ
وأنْسِـجُ مـنْ حُلـوِ القَصائـدِ نَجْمَـةً عليهـا يسيـرُ الرَّاغِـبُ المُتَـوَسِّـعُ
غديرٌ منَ الأشـواقِ فـي كُـلِّ خَفْقَـةٍ ومـا بَيـنَ ضِلْعـي خافِـقٌ مُتَوَجِّـعُ
وَأَطْمَـعُ فـي عَفـوِ العَفُـوِّ وفَضْلِـهِ لِغَيـرِ هُـداهُ لَسـتُ أَحْنـي وأَخْضَـعُ
أيا سيِّـدي الجُمهـور هـذي رِوايَتـي وذاكَ شُعوري خَلْفَهُ الشَّمـسُ تَسطَـعُ
خُذونـي فَإنِّـي مِنكُـمـو وإليكـمـو ولَسـتُ بِغَـيـرِ طِباعِـكُـمْ أتَطَـبَّـعُ
عَليـكُـمْ ســلامُ اللهِ ردُّوا تَحِيَـتـي ورَحْمَتُـهُ والـحَـقَّ بــاقٍ وَيُتْـبَـعُ