ما جال خيلي في"صفين" و"الجمـل" ولا انتصرت "لعثمـان" ولا "لعلـي"
ولا تشيَّعت - حاشى الله - منتهجـاً نهجاً يُسيِّر أقدامي إلى الزللِ
ولا رفضت ولا ناصبت أي أخٍ عداوة لاختلاف الرأي والنِّحلِ
ولم أكن مرجئاً أمراً ومعتزلاً فرداً ولا خارجـاً عن أوضـح المِلـلِ
وليس لي باطن أٌخفيه معتمداً على التّقيـّة إن أُحرجـت في الجـدلِ
ولا لبست ثياب الطهر مستتراً بالزهد أُخفي المرا في أبيـض الحُلـلِ
وليس شعري - معاذ الله - منغمسـاً في اللَّهـو أو غارقاً في الشرِّ والهـزلِ
إذا تغـزَّلت أسقي كـل ذي ولـهٍ صهبـاء من ذاقهـا يبرى من العلـلِ
وإن وردت الهوى العذري من عطـشٍ غرفـت من بحـره الفيـاض بالقلـلِ
ولا هوت بي يد الأقدار عاتيةً جهلاً ولم أعتمـد يومـاً على الحيـلِ
إن قيـل لي أنـني ما زلـت مبتـدراً طريق وعر لقلت الله قدَّر لي
هذا السبيل ولكني على ثقة من البلوغ إلى الغايات والأملِ
ألقيت نفسي طوعاً في مشقَّته من عاش في السهل لا يرقى إلى الجبلِ
فلي به غاية قصوى ومغتنم لا يركب الصعب من يحيا على وجلِ
فإن تراني بسيري غير مقتدرٍ فاعلم بأني لم أركن إلى الكسلِ
وأول الميل قالوا: خطوة بدأت به المسير على أقدام مُرتجلِ
وللمجدِّ طموح يستعين به عَدواً إلى المجـد في وعـرٍ من السُّبـلِ
سألتك الله لا تصغي إلى أحدٍ من الوشـاة ولا تسمـع إلى العـذلِ
ولا تكلني إلى من جاء معتمداً على الأقاويل يلقي الخـلَّ في العسـلِ
ولا تغرّك أقوال مزخرفة تناسقت .. فهي ألفـاظ من الجُمـلِ
أتت بها ألسُنٌ للزور متقنة لا يستوي مـن له عقـل بذي خَبـلِ
ولا تقل لي على ما شـاع من هـرج بين العباد بريئاً غير مكتفلِ
للبيت ربٌّ حماها شرَّ طاغية وأنـت ربٌّ لِمـا تحـوي من الإبـلِ
فـإن أتى الـذئب جرمـاً لا تـبرءه فتصدر الحكم مشبوهـاً على الحمـلِ
أغرى به الجهـل من ألقـى به طمعـاً إلى الدنيئة لا يندى من الخجلِ
من رام تمـزيق جسـم بات ملتحمـاً لا يقـدر الدَّهـر أن يرميه بالشَّلـلِ
وغاية الأمر في الإخـلاص إن بـدرت به النَّوايا بصدقٍ غير مفتعلِ




