عاديةً


عاديةٌ
لكنّ سحراً ما يطاردني إذا ما أقبلتْ
ويسير بعد وداعنا خلفي
ويقفو خطوتي أنّى ذهبتُ
فيزرع الأشواق في رمل الطريقْ

عاديةٌ
لكنّ عينيها تسافر في كياني حيثما شاءت بلا إذنٍ
وتسبح في شراييني بلا إذنٍ
وتترك بعد رحلتها على كلّ الخلايا بصمةً
لا تعدم الدهر البريقْ

عاديةٌ
لكنّ رقتها تذكرني بأنسام الربيعِ
إذا أريج الزهر عبّقها بعطرٍ عبقريٍّ
فاستحالت واحةً
بل راحةً للنفس والأعصاب إن طال الطريقْ
عاديةً .. هيَ
غير أنّ كلامها حبّ العقيقْ
ووجودها شيءٌ رقيقْ

عاديةٌ .. هيَ
غير أنّ الورد غافلها وزين خدها
واستوطن الصبح الضحوك بشمسه فوق الجبينْ
والليل ألقى في العيون عباءةً كانت عليهِ
فغازل القلبَ انتماءٌ للوطنْ
فعشقت تربته الرماديةْ
عاديةٌ
لكنّ سيدةً بمثل صفاتها
ليست بعاديةْ


ـــــــــــــ
11/8/1999م