هوانا كائنٌ حيٌ

هوانا كائنٌ حيٌ
يبثّ حياتَه فينا
يحبّ الشعر من فينا
ويجلس وسْط قلبينا
ويسترق السماع لنا
لتسكرَه قوافينا
هوانا كائنٌ حيٌ
يغرد مثلما الأطيار يسعده تلاقينا
يرفرف في السما فرحاً
يغنينا
يهنئ نفسه حيناً
وأحيانا يهنينا
وحين البعدُ يشطره
يبثّ نسيمَه لينا
ويبكي مثلما الأطفال من نيران وحدته
ويسكب نهرَ رقتِه
ويعلو صوتَه دفٌ ينادينا
وحين نعود يجري نحونا شوقاً
فيحضننا
يقبّل وجهنا
ويرتل الآيَ التي قد كان يحفظها ويرقينا

هوانا كائنٌ حيُ
له قلبٌ بحجم الكون من جوهرْ
وأوردةٌ من الجوهرْ
يخبئ في الشرايين ابتساماتٍ
ونهرَ محبةٍ يجري
فنحسب أنه فرعٌ من الكوثرْ
له ثغرٌ من الياقوتِ
يقطر لفظُه شيئاً كمثل السحر أو أكثرْ
له أنف يزيد شموخَه
ينأى به عن كل ما يصغرْ
له عينان ساحرتانِ
شاعرتانِ
واحدةٌ بلون عيون ساحرتي كمثل الليلِ
والأخرى يشابه لونُها البنيُّ
لونَ عيونيَ المشتاقة الأهداب للمحبوب كي تبصرْ
محالٌ أن تميّز أيّ عينيه السواد بها !
فقد ذاب الهوى فينا
وسبحان الذي أعطاه ذا المنظرْ

هوانا طفلنا الأوحدْ
علينا أن ندلّله ونرعاهُ
نذللّ دربَهُ
ونزيل كربتَهُ
ونسمع كلّ شكواهُ
هوانا أجمل الأطفال في الدنيا
فما أبهاه في عيني وأحلاهُ
تشدّ القلبَ ضحكتُهُ
وتبكي القلبَ دمعتُهُ
وما أشهى سجاياهُ
ويوماً بعد يومٍ عودُهُ يشتدُّ
يأخذني من الدنيا
وتصحبني إلى عينيكِ يمناهُ
هوانا كلُّه برٌ بقلبينا
ليحفظْ برَّهُ اللهُ

ــــــــــــــــ
يوليو 2000م