|
|
| رَاحَ الحَْنَانُ، وَرَاحَ الْحُبُّ وَالْجُودُ |
|
|
وَرَغْمَ كُلِّ الأَسَى قَدْ جِئْتَ يَا عِيدُ |
| أَيَّامُكَ الْبِيضُ لَمْ أَشْعُرْ بِمَقْدِمِها |
|
|
قَدْ ضَيَّعَتْ سَعْدَهَا أَثوابُنا السُّودُ |
| - |
|
|
يَا عِيدُ... يَا أَصْعَبَ الأَعْيَادِ، قَدْ رَحَلَتْ |
| أَسْعَى أُكَبِّرُ، وَالدَّمْعَاتُ تَشْطُرُنِي، |
|
|
وَالْقَلْبُ فِي حَزَنٍ، وَالْفِكْرُ مَنْكُودُ |
| أُطَالِعُ النَّاسَ، لَكِنْ شَلَّ أَخْيِلَتِي: |
|
|
الْمَوْتُ وَالْقَبْرُ وَالأكفانُ وَالدُّودُ |
| وَالنَّاسُ فِي الْعِيدِ قَدْ جَاءُوا لِتَعْزِيَتِي |
|
|
عِيدٌ حَزِينٌ...؛ فَمَا لِلْقَلْبِ تَعْيِيدُ |
| الْعِيدُ جَاءَ وَكُلُّ الدَّارِ مَأْتَمُهَا |
|
|
وَالْحُزْنُ فِي عَقْرَبِ السَّاعَاتِ مَمْسُودُ |
| سُبْحَانَ مَنْ خَلَقَ الدُّنْيَا لِيَبْلُوَنَا |
|
|
وَفِي مَشِيئَتِهِ تَبْقَى الْمَقَالِيدُ |
| - |
|
|
يَا أُمُّ.. يَا كُلَّ أَعْيَادِي وَفَرْحَتَهَا |
| فَالْحُزْنُ -يَا أُمَّ إِكْرَامِي- كَوَى كَبِدِي، |
|
|
وَالْقَلْبُ بِالشَّوْقِ وَالتَّحْنَانِ مَجْلُودُ |
| مَنْ لِي بِكَفِّكِ صُبْحَ الْعِيدِ أَلْثِمُها |
|
|
لِيُطْفِئَ الْجَمْرَ -مِنْ كَفَّيْكِ- تَبْرِيدُ |
| مَنْ لِي بِدَعْوَةِ قَلْبٍ طَاهِرٍ صَدَقَتْ |
|
|
حَتَّى يُصَاحِبَ مَني الْخَطْوَ تَسْدِيدُ |
| مَنْ لِي بِبَسْمَةِ ثِغْرٍ كُنْتُ أَحْسَبُها |
|
|
إِذْنًا لِتَبْدَأَ فِي الْعِيدُ الأَنَاشِيدُ |
| الْحُزْنُ خَيَّمَ فِي قَلْبِي، وَمَا بَرِحَتْ |
|
|
ذِكْرَاكِ يَبْعَثُهَا نَأْيٌ وَتَبْعِيدُ |
| فِي كُلِّ زَاوِيِةٍ مِنْ بِيْتِنَا أَثَرٌ |
|
|
يُثِيرُ حُزْنِيَ، وَالأَحْزَانُ تَجْدِيدُ |
| وَاحَسْرَتِي؛ قَبَضَ الرَّحْمَنُ نِعْمَتَهُ |
|
|
وَالْمَوْتُ حَينَ يُرِيدُ اللـهُ مَوْرُودُ |
| كَمْ ذا حُسِدْتُ عَلَى حُبٍّ ظَفِرْتُ بِهِ |
|
|
(وَكُلُّ ذِي نِعْمَةٍ فِي النَّاسِ مَحْسُودُ) |
| كَانَتْ -إِذا مَا دَعَتْنِي نَحْوَهَا: "ولدي"- |
|
|
كَأَنَّمَا صَوْتُهَا فِي الأُذْنِ تَغْرِيدُ |
| كَانَتْ -إِذَا دَمَعَتْ- تَسْوَدُّ فِي نَظَرِي |
|
|
كُلُّ الْحَيَاةِِ، وَيُبْكِي الليْلَ تَسْهِيدُ |
| كَانَتْ -إِذَا ابْتَسَمَتْ- يَحْتَلُّنِي فَرَحِي، |
|
|
وَيَعْكِسُ الْفَرْحَ فِي الأَيَّامِ تَوْرِيدُ |
| كَمْ ذَا تَنَزَّهَ قَلْبِي فِي حَدَائِقِهَا |
|
|
يَقْتَاتُ مِنْهَا وَلا تَفْنَى الْعَنَاقِيدُ |
| مَا كُنْتُ أَحْسِبُ أَنَّ الْمَوْتَ يَنْظُرُنَا، |
|
|
وَالسَّهْمُ يَرْقُبُهَا، وَالْقَوْسُ مَشْدُودُ |
| حَتَّى تَخَطَّفَهَا -مِنْ بَيْنِنَا- جَدَثٌ |
|
|
وَقَفْتُ أَلْمِسُهُ، وَالْقَلْبُ مَفْئودُ |
| أَبْكِي بِرَغْمِ رَصِيدِ الصَّبْرِ مِنْ أَلَمٍ |
|
|
تَعْمَى به الْعَيْنُ، أَوْ يَذْوِي بِهِ الْجِيدُ |
| فَالدَّمْعُ فِي الْحُزْنِ مِنْ آثَارِ رَحْمَتِنَا |
|
|
لا يَسْتَطِيعُ الْبُكَا قَوْمٌ جَلامِيدُ |
| - |
|
|
يَا رَبُّ، أَدْرِي بِأَنّ الْمَوْتَ -ذَا- قَدَرٌ |
| لَكِنَّ أُمِّي أَذَاقَتْنِي الْحَنَانَ نَدىً |
|
|
لَوْ زَارَ قَاحِلَةً لاخْضَرّتْ الْبِيدُ |
| إِنِّي رَضِيتُ بِمَا أَرْضَاكَ مِنْ أَزَلٍ |
|
|
لَكِنَّمَا الْحُزْنُ فِي قَلْبِي أَخَادِيدُ |
| فَارْفُقْ بِأُمِّ الْفَتَى، وَارْحَمْ تَوَسُّلَهُ |
|
|
فَمِنْكَ -يا ربَّنا- الإِحْسَانُ وَالْجُودُ |
| جَاءَتْكَ صَابِرَةً، مَبْطُونَةً، وَبِهَا |
|
|
مِنْ مِلَّةِ الْحَقِّ إِيمَانٌ وَتَوْحِيدُ |
| جَاءَتْكَ فِي رَمَضَان الْخَيْرِ مُتْعَبَةً |
|
|
صَامَتْ، وَقَامَتْ، وَعَفْوُ اللـهِ مَقْصُودُ |
| فَامْنُنْ بِنَظْرَةِ عَفْوٍ مِنْكَ رَاحِمَةً |
|
|
مَنْ نَالَ مَغْفِرَةَ الرَّحْمَنِ مَوْلُودُ |
| وَاجْعَلْ مَكَانَ اللقَا مِنْ بَعْدِ فُرْقَتِنَا |
|
|
حَوْضَ النَبِيِّ فَمَنْ يَأْتِيهِ مَسْعُودُ |
| نَوِّرْ لَهَا قَبْرَهَا، وَارْفُقْ بِوَحْدَتِهَا |
|
|
حَتِّى يَحِينَ بِيَوْمِ الْمُلْتَقَى الْعِيدُ |