مـضـى الـزمـن المـوشـى بالـطَّـروح ِ
وصــار السـيـف عـكــازَ الكـسـيـح
وحُطـمَـتِ الـــدروعُ وقـيــل هـيــا
لنحـضـر حفـلـة الـوجــه الـصـبـوح
تركـنـا الـقــدس تنهـشـهـا كـــلاب
ويحـكـم بـالـعـراق بـنــو الـلـقـوح
أيــا وطـنـا نـزفـت ومــا تـــداوى
وقــد نـعـتـوك بـالـوطـن الـجـريـح
وإذ نــزلــت بـسـاحـتـك الـمـنـايـا
فـكـان الـمـوت يخـطـف كـــل روح
لــنــا الآلام مــــن ذل وقــهـــر
لـنـا التعبـيـر بالـصـمـت الـصـريـح
لـنـا استـمـراء مــا قـالـتـه لـيــزا
ونقـبـل قـولـهـا صـلــب المـسـيـح
ويكـفـي أن نـديـن الـفـعـل شـجـبـا
إذ الأقـصــى يــقــرب كـالـذبـيـح
أسـمــار اللـيـالـي يـــا لـقـومــي
لقـد بلـهـوا : فـمـا طـوفـان نــوح ؟
أصـيـح ولا حـيــاة لـمــن أنـــادي
وأستـجـدي فـيــا جـــود الشـحـيـح
مــــــتـــــــى نصحو ؟ متى نحيا بعز
ونعلو صهوة الفرس الجموح ؟
ونـدعـو يــا صــلاح الـديـن أقـبـلْ
ويــا ريـــح الـشـهـادة فلتـفـوحـي
ألا يـــا بـــوش دنـسـتـم ثـرانــا
ولـيـس يضيـرنـا سكـنـى الـضـريـح
ألا تـبـت يـــداك وأنـــت تـــدري
بــــأن الـنـصــر آتٍ بـالـفـتــوح
إذا مــــا الله أكـرمـنــا بـحــكــم
يـقـيـم الـعــدل بـنـّـاءِ الـصــروح
ويكـسـر شـوكــة الأعـــداء طـــرا
فنـامـي يــا عـروبــة واستـريـحـي
إذن فلتـبـلـغـوا عــنــي زعـيـمــا
بــأن الـقـلـب يـدمــى بـالـقـروح ؟
ويـهـفـو أن يـحــل الـقَـيـد قِـيــدا
لقـتـل العـهـر ذي الـصـوت الفـحـيـح
فـقـد أدمــت سـيـاط الــذل ظـهـري
وسُجـيـت الكـرامـة قـبــل روحـــي
وآخــر مــا أمـنـي الـقـلـب أنـــي
إذا استشـهـدت ؛ أمـــي ! لا تـنـوحـي
بـل انتفـضـي وزيــدي الـنـار وقــدا
فـصـوت الـنـار يـنـطـق بالفـصـيـح