بكاءٌ على طَلَلِ البراءة!!
.................شعر/ عبدالسلام جيلان
من وحي معاناة أطفال (غَزَّة)


هل تَمْسَحُ الأرضُ عنه أدمعَهُ
إذ يغرزُ الجوعُ فيه مِبْضَعَهُ؟!
وَجْهٌ يتيمٌ كقلبِ أرملةٍ
كم هَدَّهُ يتمُهُ فأوجعَهُ!
أَوَى إلى الكوخٍ يحتسي غُصَصاً
وباعثاتُ الأسى أَوَتْ معَهُ
تَوَسَّدَتْ روحُهُ حطامَ قُرَىً
ألقى عليها الخرابُ أذرعَهُ

* * * *

القَحْطُ والرُّعْبُ حول خافِقِهِ
لم يَفْتئا ينسجانِ مصرعَهُ
والبَرْدُ يَنْقَضُّ سافِراً ثَمِلاً
يَلُفُّ أحشاءَهُ وأضلعَهُ

* * * *

هذا المساءُ الكئيبُ أثقلَهُ
كأنَّ غولاً يقضُّ مضجعَهُ
يَهْذي.. كأنَّ الردى يطاردُهُ
وما أَمَرَّ الردى وأفجعَهُ!

* * * *

أمسى شقيقُ الندى بلا حُلُمٍ
يبكي كبَدْرٍ أضاعَ مطلعَهُ
قلبي عليه انْقَضَتْ بَشَاشَتُهُ
لِطُولِ ما هالَهُ و رَوَّعَهُ!
قلبي على (غَزَّةَ) التي انْتَبَذَتْ
بطفلِها مَشْرِقاً لتُرْضِعَهُ
هُزِّي بزيتونةِ الإباءِ، فقدْ
تُلْقي بخيراتِها فَتُشْبِعَهُ

مَشْرِقاً : بفتح (الميم) وليس بضمها.