اهنأ فقد نلت المنى
إلى روح شيخ المجاهدين الشهيد البطل
الشيخ أحمد ياسين – رحمه الله –
في الذكرى الخامسة لاستشهاده
أهدى هذه القصيدة

شعر : طلعت المغربي
عضو رابطة الأدب الإسلامي العالمية
وعضو اتحاد كتَّاب مصر

هذا هو الجيشُ الذي لا يُقهرُ
وزعيمُهُ .. بجحافلٍ يستنفِرُ
وبطائراتٍ في الفضاءِ تُزمجرُ
وكتائبٍ بهمو الشوارعُ تَزْخَرُ
ومدافعٍ تكفي لهدمِ مدينةٍ
لِـمَ كلُّ هذا الحشدِ يا قومُ انظروا
جاءوا لقتلِ الشيخِ بعدَ صلاتِهِ
مَنْ كانَ يحيي الليلَ يتلو.. يذكرُ
قد دبروا أمراً بليلٍ ويحَهم
قُتلوا بهِ ولبئسَ أمراً دبروا
قتلوكَ يا شيخَ البطولةِ والفِدا
واللهِ إنَّ قلوبَنا تتفطَّرُ
قد هزَّ قتلُكَ كلَّ أفئدةِ الورى
حقاً.. فذاكَ هو المصابُ الأكبرُ
فرحوا بمقتلِكم وراحَ زعيمُهم
يُنهى التهاني للكلابِ ويشكرُ
ويقولُ قولَتَهُ الجبانةَ مثلَهُ
راحَ الذي كنا نخافُ ونَحْذَرُ
راحَ الذي كمْ قد أقضَّ مضاجِعاً
مَنْ كانَ بالإرهابِ دوماً يأمرُ
يا ويحَهمْ .. أَمِنَ البطولةِ قتلُهم
شيخاً عجوزاً مقعداً لا يقدرُ
شتَّانَ بينَ فعالِهمْ وشريعةٍ
بمكارمِ الأخلاقِ دوماً تأمرُ
كونوا رجالاً في الحروبِ وأظهِروا
حُسنَ الشريعةِ للذي هو يكفرُ
لا تقتلوا شيخاً ولا امرأةً كذا
لا تقتلوا طفلاً ..ولا ما يُزْهِرُ
وكذا الأسارى أحسنوا أبداً لهم
شهدٌ هو الشرعُ الحنيفُ مكرَّرُ
وانظر إلى رجلٍ بعهدِ نبينا
قد جاءَ في جُنْحِ الدُجى يتستَرُ
قد جاءَ يبغى قتلَ« أحمدَ» ويحهُ
فإذا الصحابةُ أوثقوهُ وأحضروا
جثمانَهُ عندَ الحبيبِ «محمدٍ»
وجميعُهم لسيوفِهمْ قد أشهروا
لكنَّ خيرَ الخلقِ قالَ مقولةً
تبقى إلى يومِ القيامةِ تُذكرُ
هلاَّ أتيتمْ بالطعامِ لعلَّهُ
قد كانَ جوعاناً فذلكَ أجدرُ
صلى الإلهُ على الذي أخلاقُهُ
كالشمسِ لا تَخفي على مَنْ يُبصرُ
أخلاقُهُ كالشمسِ في وسطِ السما
مَنْ ذا لضوءِ الشمسِ يوماً يُنكرُ
لكنَّ شِرذِمَةَ اليهودِ بعصرِنا
وبكلِّ عصرٍ فعلُهمْ لا يُغفَرُ
هم يحقِدونَ على الإلهِ ورسلِهِ
والمؤمنينَ وحقدُهم لا يُستَرُ
قتلوكَ يا شيخَ الجهادِ ورمزَهُ
فدماءُ أعينِنا عليكَ تَحدَّرُ
يا صاحِبَ القلبِ الجسورِ تحيةً
ما كنتَ يوماً عن جهادِكَ تَفْتُرُ
فليستعدوا للذي سينالُهم
فجنودُنا في الحقِّ موجٌ يَهْدِرُ
لنْ ينعموا بالأمنِ في أوطانِنا
وغداً بهمْ نارُ الجحيمِ تسعرُ
أهلُ الرباطِ وذاكَ وصفُ رسولِنا
سنفلُّ أسيافَ العداةِ ونكسِرُ
ورقابهم جمعاً بحدِّ سيوفِنا
يا شيخَنا واللهِ ربي تُنْحَرُ
إنْ ماتَ شيخ ٌ جاءَ ألفٌ غيرُهُ
مَنْ في رباطٍ كيفَ يوماً يُقهرُ
إنْ غيَّبوا في الأرضِ جسمَكَ سيدي
إنَّ المكارمَ – ويحَهم – لا تُقبَرُ
فجهادُكم سيكونُ مدرسةً لنا
لا يعتريها ما بهِ تتكدَرُ
ستظلُ نِبراساً لكلِّ مجاهدٍ
ودماؤكمْ تَروي الثرى وتُعَطِّرُ
عذراً أيا رمزَ الفضائلِ كلِّها
أبياتُ شِعري عن مقامِكَ تَقْصُرُ
فارقتَ دُنيانا ووجهُكَ باسِمٌ
نورُ الصلاةِ على جبينِكَ يُسْفِرُ
خُتِمَتْ لكَ الدنيا بنيلِ شهادةٍ
واللهِ « يا يسنُ » هذا المفخَرُ
فاهنأْ فقدْ نِلتَ المنى يا سيدي
يا فرحُكمْ يومَ الخلائقِ تُحشَرُ
مائةٌ مِنَ الدرجاتِ تُعطى للذي
نَالَ الشهادةَ .. فضلُ ربي أكبرُ
ما بينَ واحدةٍ وأخرى كالذي
بينَ السما والأرضِ .. ذلكَ يُذكَرُ
فانعمْ بعيشٍ في الجِنانِ مخلداً
فضلُ الشهادةِ شيخَنا لا يُحصَرُ
*****