|
يا صاحبَ الذكرى إليكَ تحيتي |
وعليكَ يا خيرَ الوجودِ ثنائي |
يزهو القصيدُ بذكركم يا سيدي |
فمقامُكم يعلو على الإطراء |
أهدي إليكَ قصيدتي فلعلني |
يومَ اللقا أنجو بذا الإهداء |
من وحي سيرتِكم أتتْ أبياتُها |
والعذرُ إن لم أستطع إيفائي |
أرجو شفاعتَكم إذا اجتمع الورى |
أرجو رضاكم يا أبا الزهراء |
نفسي انجلت عنها الهمومُ بمدحكم |
وتبدلتْ أكدارُها بصفاء |
نورُ النبيِّ " محمدٍ "كشفَ الدجى |
كالبدرِ عند الليلةِ الظلماءِ |
نورٌ على نورٍ مديح " محمدٍ " |
حقاً برغم ِالأعينِ العمياء |
فهو السراجُ وذاك وصفُ إلهِنا |
وضيا حبيبي فاقَ كلَّ ضياء |
للعالمينَ أتيتَ " أحمدُ " رحمةً |
وأراكَ للكفار سيفَ فناء |
في السِلْمِ خير ُمُسالمٍ يا سيدى |
والفارسُ المغوارُ في الهيجاء |
والصحبُ إن حميَ الوطيسُ ببأسِكم |
هم يتقونَ وعندَ كلِ بلاء |
هيهاتَ أن أظما وذكرُكَ سيدي |
للقلب فيه مدى الحياةِ روائي |
 |
يا ويحَ أربابَ الجهالةِ أقبلوا |
جاءوا لعم المصطفى وحبيبِهِ |
وتكلموا في غلظةٍ وجفاءِ |
قالوا له ابنُ أخيك فرَّق بيننا |
بل عابَ دينَ القوم ِوالآباءِ |
ومضى يقولُ بأنهُ يوحى له |
مع أنه كبقيةِ الشعراءِ |
إن كان ما يأتيهِ مساً.. جاءهُ |
منا أطباءٌ بخير دواءِ |
أو كان يبغي المالَ جئناكم به |
حتى يضيقَ بذلك الإثراءِ |
أو كان يبغى الملكَ كان مليكَنا |
وهو الرئيسُ وسيدُ الوجهاءِ |
فارجعْ إلى ابنِ أخيكَ واعرفْ رأيَهُ |
جئنا لكي لا نبتدي بعداءِ |
وهنا يقولُ المصطفى بثباتِهِ |
ووقارِهِ .. يا أرحمَ الآباءِ |
والله يا عمَّاهُ لو وضعوا هنا |
شمساً أو البدرَ المنيرَ إزائي |
ما كنتُ أتركُ ما أمرتُ بفعله |
حتى أتممه ولو بفنائي |
وهنا يقولُ الكفرُ جئنا فاستمعْ |
سنحُلُ هذا الأمرَ دونَ عناءِ |
خذ من تشا منا مكانَ" محمدٍ" |
لا تحمه ِ .. واتركهُ دونَ وقاءِ |
قد ساوموه لكي يسلم حبه |
عرضوا لهذا الأمر ِدونَ حياءِ |
ويقولُ عمُ المصطفى وحبيبُهُ |
يا بئسَ ما عرضوا له بغباءِ |
بئستْ فعالُكمو وبئسَ مقالُكم |
لا تذكروه فإنَّ فيهِ شقائى |
أنا أطعمُ ابنكمو وأغذوهُ لكم |
ثم المقابلُ تقتلونَ رجائى |
"واللهِ لن يصلوا إليكَ بجمعِهم" |
حتى أفارقَ عالَمَ الأحياءِ |
 |
ويموتُ عمُ المصطفى ونصيرُهُ |
والزوجُ فارقت الحياة َلربها |
فبقيتَ تبكيها أحرَّ بكاءِ |
وظللتَ تذكرها بخيرٍ دائماً |
وحبوتَها في العمر ِخيرَ وفاءِ |
وقضيتَ عامَ الحزن ِبعدَ وفاتِهم |
وإذا الحياةَُ غدتْ بغير ضياءِ |
وإذا بأهل ِالكفر زادوا كيدَهم |
وتفننوا في المكر ِوالإيذاءِ |
قالوا إذا لم ترجعوا عن دينكم |
سنحيلُ دنياكم إلى أرزاءِ |
سنصبُّ ألوانَ العذابِ عليكمو |
لن تظفروا منا بأيِّ نَجَاءِ |
 |
هذا" بلالُ" قد ابتُلي بأميةٍ |
يأتي بصخرٍ فوقَ صدرٍ طاهرٍ |
ويجرهُ جراً على الرمضاءِ |
وإذا العذابُ اشتدَ زادَ صلابةً |
" أحدٌ " يقولُ" بلالُ " للأعداءِ |
"أحدٌ ..أحدْ "هذا نشيدٌ خالدٌ |
قد هزَّ أرضي بل وهزَّ سمائى |
 |
وأرى" صُهيبَ " الآن يبغي هجرةً |
قد كنتَ صُعلوكاً فقيراً معدماً |
لا.. لن تمرَّ بهذه الأشياءِ |
وهنا يقول" صهيبُ " قولة َواثقٍ |
أنا أفتدي ديني ولو بدمائي |
أنا لن أعودَ مدى الحياةِ إليكمو |
لو أنكم مزقتمو أشلائي |
أبشرْ "أبا يحيى " ببيع ٍ رابحٍ |
أبشر فعندَ اللهِ خيرُ عطاءِ |
 |
وكذاك " عمارُ بنُ ياسرَ" مثلُهم |
وأبوهُ " ياسرُ" تلك عائلة ٌ غدت |
فوقَ الكلامِ وفوقَ كل ِثناءِ |
"صبراً" تقولُ لآل ِياسر تؤجروا |
غداً اللقاءُ بجنةٍ فيحاءِ |
ويقولُ "عمارُ بن ياسرَ "سيدي |
إني أعيشُ الآنَ في الظلماءِ |
طاوعتُهم يا سيدي في قولِهم |
لأصدَّ عني محنتي وبلائي |
لكنَّ قلبيَ مؤمنٌ وموحِدٌ |
ما فيهِ غيرُ عقيدتي وولائي |
وتقول يا " عمارُ"عُدْ إن عاودوا |
يوماً ولا تعبأ بذي الأشياءِ |
ما دام قلبكَ مطمئناً لا تخفْ |
واذكرْ إلهكَ عشْ بخيرِ رجاءِ |
 |
ويجيئُ "خبابُ الأرت" مخاطباً |
ويراكَ يا "مختارُ" تسندُ ظهرَكم |
لجدارِ هذي الكعبةِ الشمَّاءِ |
ويقولُ " خبابُ الأرت " مقولة |
ألفاظها جاءت على استحياءِ |
إنَّ العذابَ اشتدَّ زاد ضراوة |
لبست لنا الأيامُ ثوبَ شقاءِ |
هلاّ دعوت الله ربكَ سيدي |
هلاَّ دعوتَ لنا على الأعداءِ |
وتقولُ الاستعجالُ ذلك شأنكم |
بل إنَّ ذلك شيمةُ الأحياءِ |
قد كان فيما قبلكم أممٌ مضت |
صبروا على البلوى بلا استثناءِ |
مُشِطوا بأمشاطِ الحديد فمدَهم |
هذا العذابُ بقوةٍ ومضاءِ |
النصرُ آتٍ لا محالة َ فاصبروا |
واستمسكوا بالشرعةِ الغراءِ |
النصرُ من رب البرية قادمٌ |
فلتنضووا يا قومُ تحتَ لوائي |
الدينُ يوماً ما سيسرى ضوؤهُ |
وبقدر ِ ما تمتدُ عينُ الرائي |
ويسيرُ سائركم بأمنٍ دائمٍ |
من حضر موت إلى رُبى صنعاءِ |
ويسيرُ سائركم بأمنٍ دائمٍ |
لم يخش إلا اللهَ ذا الآلاءِ |
 |
ما كنتَ تقدِرُ أنْ تُدافِعَ سيدي |
ها أنتَ تسجدُ مرةً فيجيئُكم |
بسلا جزورٍ أخبثُ الخبثاءِ |
 |
وذهبت تبغي من ثقيفٍ نصرةً |
لكنهم كانوا الأراذلَ سيدي |
لاقوكمو بجهالةٍ جهلاءِ |
أغروا بكم صبيانَهم وعبيدَهم |
تركوكمو فيها مع السفهاءِ |
يرمونكم بحجارةٍ يا سيدي |
فتسيلُ من عقبٍ أعزُ دماءِ |
ورفعتَ كفكَ للسماواتِ العلا |
فإذا جميعُ الكونِ فى إصغاءِ |
إنْ لمْ يكنْ بك ربنا غضبٌ عليَّ |
فذاكَ غاية ُ مُنيتي ورضائي |
إني استعذتُ بنورِ وجهكَ ربَنَا |
فبهِ إلهي أشرقتْ ظلمائي |
وبه صلاحُ الدين ِوالدنيا معاً |
وأخصهُ بالحمدِ والإطراءِ |
عُتبى الأمورِ إليكَ حتى ترتضي |
يا ربَّنا يا واسِعَ النعماءِ |
 |
ويجيئ أمرٌ أن تهاجرَ سيدي |
وتجمعَ القومُ اللئامُ ببابِكم |
باللاتِ قدْ حلفوا وبالآباءِ |
لا ينجونَّ " محمدٌ " من بيننا |
أو أننا نُمحى من الغبراءِ |
شاهت وجوهُ القومِ يا خيرَ الورى |
ومضيتَ أنتَ بعزةٍ ومضاءِ |
ومع الذي قد نالكم من كيدهم |
ها أنتَ "أحمدُ" سيدُ الأُمناءِ |
للقومِ عندي يا " عليُ" ودائعٌ |
أنا لا أخونهمو وهم أعدائي |
نم يا عليُ لكي تردَّ ودائعاً |
أعظمْ بكم ْ منْ قمةٍ شماءِ |
أعظمْ بهذا الخُلْق ِأينَ مثالُهُ |
أعظمْ بها من منةٍ ووفاءِ |
هم يمكرونَ .. يدبرونَ لقتلِكم |
وتفكرونَ بردِ ذي الأشياءِ |
 |
وينامُ مشتملاً عليُ ببردِكم |
يفديكمو بالروح ِ لم يعبأ بها |
يفديكمو حقاً بخيرِ فداءِ |
الموتُ خلفَ البابِ ينظرُ نحوه |
لكنهُ يعلو عن النظراءِ |
بشجاعةٍ فوقَ الشجاعةِ نفسها |
وبهمةٍ تعلو ذرى العلياءِ |
ما هابَ سيفاً مشهراً في وجههِ |
ما كانَ يوماً ما من الجبناءِ |
يا دهرُ سجلْ لا تكنْ متوانياً |
هذا النموذجُ عزَّ في دنيائي |
 |
وخرجت تبغي من يكون مؤازراً |
وخرجتَ تبغي في الأباعدِ نصرةً |
إنَّ الأقاربَ أتعسُ التعساءِ |
ونظرتَ خلفكَ والدموعُ غزيرة |
يا أرضَ مكة َ أطهرَ الأرجاءِ |
يا بقعة ً عندَ الإلهِ عزيزة |
وكذاكَ عندي بلْ وأنتِ شفائي |
واللهِ حبكِ أنتِ يجري في دمي |
لكنَّ أهلَكِ قرروا إقصائي |
يا مهبطاً للوحي إني أرتجي |
من عند ربي مِنَّة ً بلقاءِ |
 |
إنَّ الذى فرضَ الكتاب عليكمو |
يوماً ستفتحُ ذلكَ البلدَ الذى |
غادرتَهُ في حلكةِ الظلماءِ |
 |
هاجرتَ " أحمدُ " بعدما اشتدَّ الأذى |
وأرى " سراقة "َ راحَ يتبعُ خطوكم |
ضلتْ خُطاهُ وتاهَ فى البيداءِ |
وجوادُهُ رفضَ الرضوخَ لأمرهِ |
ساختْ قوائمهُ بذي الصحراءِ |
لِمَ يا جوادُ اليومَ أنت خذلتني؟ |
ما كنتَ يوماً ترتضي إيذائي |
فخُطاكَ تسرعُ إنْ بَعُدنا عنهمو |
وإذا قصدناهم ففي إبطاءِ |
وكأنهُ قد قالَ ذا ركبُ الهُدى |
من ذا يطاولُ ركبَهُ بغباءِ |
حقاً فركب المصطفى لا يقتفي |
بالسوءِِ ذاكَ تصرفِ البلهاءِ |
فعنايةُ الرحمنِ تحرسُ ركبَهُ |
وعناية ُ الرحمنِ خيرُ وقاءِ |
وهنا يقولُ سراقة ُ اذهب سيدي |
لا .. لن أناصبكم بأي عداءِ |
هاتِ الأمانَ أيا " محمدُ " هاتِهِ |
فعطاؤكم والله خيرُ عطاءِ |
أنا لن أدلهمو عليكم سيدي |
أبداً ومهما حاولوا إغرائي |
ارجعْ سراقة ُ لا غُبارَ عليكمو |
واسمعْ لِما سأقولُ من أنباءِ |
يوماً ستلبسُ في يديكَ أساوراً |
هي مِلك كسرى صاحب الخيلاءِ |
ارجع سراقة ُوانتظرْ ما قلتُهُ |
فهو القريبُ وليسَ ذا بالنائي |
 |
هي رحلة ٌ هاجرتَ فيها سيدي |
عطرتَ طيبة َ سيدي بمجيئكم |
وملأتَ كلَّ الكون ِ بالأضواءِ |
وبنيتَ مجتمعاً يفيضُ محبة |
ومودة ً.. يخلو من البغضاء |
هجروا حظوظ َ النفس ِحينَ أمرتهم |
وسموا بأخلاق ٍ على الجوزاءِ |
 |
يا رب وامنحنا بفضلك هجرةً |
ويكون فيها هجر كل رذيلةٍ |
كالحقد والبغضاء والشحناء |
وأعد لأمتنا سوالفَ مجدِها |
واكتب لنا نصراً على الأعداء |
ثبت إلهي كلَّ من قد جاهدوا |
وارفع لهم يا ربُ خيرَ لواء |
واحقن دماءَ المسلمين جميعها |
لنكون يا ربي من السعداء |