رامَ الحبيبُ المزارَ فاعتسفوا كلُّ سبيلٍ عواصفٌ تَكِفُ
ليت المكانَ الذي أراكِ بهِ بحرٌ عميقٌ سقوفُنا الصدفُ
ليت الزمانَ الذي أراكِ بهِ ليلٌ ، ومن حينَ نلتقي يقفُ
بل ليت أني وأنتِ من رحمٍ جدا قريبِ وأهلُنا رأفوا
أضحى المدى حجرةً ملأتُ بها خوفي لقاءً أعْقابُهُ تَلَفُ
قد غوَّروا عُنوةً مناهلَنا أنَّى يُروِّي فؤادَهُ الكَلِفُ
لَمْ يتركوا قطرةً فوا أسفي كلُّ العناقيدِ منهمُ حَشَفُ
أمسيتُ في الحبَّ كلَّ ذي كَبِدٍ حرَّى بلَفْحِ الآهاتِ تلْتحِفُ
أمسيتُ في الحب كل ذي وَلَهٍ ولَّى ، فذا نحنُ السَّالفُ الأُنُفُ
إني بحوراء - دَمْتُ - مفتَتَنٌ سرْبَلَني من لحاظِها الوَطَفُ
بينَ عيونِ النساءِ أحورُها بدرٌ تلالا في ثغْرِهِ السُّدَفُ
والجَفْنُ فتَّاكٌ في تَغَمُّدِهِ يَكْلِمُ قلبي وخدُّها النُّزُفُ
زهراءُ لمياءُ الشمسُ غُرَّتُها صُبَّتْ على ثغْرِها لظىً يَجِفُ
واللفظُ سحرٌ مِنْ نَفْثِ شِفَّتِها مبحوحةُ الصوتِ همسُها تحفُ
خشْفٌ غريرٌ لكنَّهُ حَذِقٌ يَعْلَمُ مِنْ أينَ يُؤكلُ الشَّغَفُ
والعَرفُ فوَّاحٌ دونما سرفٍ لكنما في أرْدانِها السَّرَفُ
إني صريعُ الدَّلالِ ناصرَهُ خطوٌ قَطوفٌ يَنوءُهُ التَّرَفُ
هيفاءُ ممشوقةٌ مُضَمَّرَةٌ فرْعاءُ خَوْدٌ هيهاتُ ما أَصِفُ
يا ربِّ ما أفعلنْ وَنَتْ حِيَلي صُبْحي وليلي في الصبر مُعْتَكِفُ
يا رب ما أفعلن عَيِيتُ بها قالتْ : على ما أردتَ أنْعَسِفُ
أغضُّ طرفي ، والرُّوحُ مُبْصِرَةٌ كأنني الشمسُ حين تنكسفُ
لمْ أخشَ فيها الأقوامَ يومَ دَنَتْ ولا أُبالي مَنْ عَذْلُهُ جَنَفُ
أما كفَى أن الطُهْرَ كَرْمتُنا خَمرٌ طَهُورٌ من حيثُ نرْتَشِفُ
هيهاتَ مَنْ قَلْبُهُ لِلَهْوِهِ قَدْ أصْغى ، ومَنْ نَبْضُ حُبِّهِ الشَّرَفُ
إني كما الصَّادي في هجيرِ لظى الـ ـقيظِ رأى الماءَ دونَهُ الجُرُفُ
يا قلبُ ! اللهُ إنْ رَضيتَ بهِ فاليُسْرُ مِنْهُ لِعُسْرِنا خَلَفُ






