غيوم الغيب

رضعت الشِّعرَ من صغري وينمو
على أهداب دفتريَ المحــــــالُ
فلولا القحطُ ما جادت سمـائي
ولولا اللَّيل ما بزغ الهـــــلالُ
يطوفُ الحلمُ أروقتي ويــرقى
على أردان أشواقي الجمــالُ
ويثمل بين أنفــــــاسي وبيـني
مجازٌ ضمَّ ســـــوسنه الـــدّلالُ
كأنّي في المدى أحـــلامُ ظبيٍ
تطرّزُني القطارس والجبـــالُ
وتشربُ من أهازيجي البوادي
ويطرحُ من أفانيني السُّـــؤالُ
يروحُ القربُ مفتوناً بوصـلي
ويأتي في قفا البعد الوصـالُ
كأنّي في هوى غيبي غيــومٌ
على فستانها حطَّ الجـــــلالُ
وبات الحظُّ يرشف من رحيقي
ويسكر بين أحــداقي الخيالُ
فما جفَّت على كفِّي المـراثي
ولا نضبت على غصني الغِلالُ
ولا ماتت حروفُ النُّور عندي
ولا نامت على نوقي الرِّحالُ
أُصارع في زماني لا أُبـالي
سنينَ الدَّهرِ إن طال النزالُ
فحدِّي جيشُ ألفاظي وحدِّي
هروقَ الحدِّ إن سطتِ النِّبالُ
أعيشُ بوحي أشعاري رسولاً
فتؤمن بين شطآني الرِّمــالُ
وأحضنُ بالمحبةِ كــلَّ بغضٍ
وأبغضُ في المحبّةِ يا حلالُ
ألفُّ الكونَ لا أدري وسرِّي
على أقفالِ أبـــوابي يُـــقالُ
فينضج بين أوهامي يقيــنٌ
ويصغرُ وسط إيماني الضَّلالُ
كأنَّ الكـــــون مسبحةٌ بكفِّي
وكأسَ السِّحرِ يملأهُ المقالُ
أداوي بالقوافي جسمَ سقمٍ
وقلبي بات يمرضُه المآلُ
أسجِّلُ نشوةَ الدُّنيا صباحاً
وعند الليلِ تخنقُها الظِّلالُ



إخواني الأعزاء ..
يشرفني أن أكون بينكم بهذه المشاركة..
نبذة صغيرة
الاسم . عبد الهادي إبراهيم سلامة القادود
قطاع غزة - فلسطين
عضو في الإتحاد العام للأدباء والكتاب الفلسطينيين
رئيس ملتقى شواطىء الأدب
مسئول العامل الثقافي في مركز الشهيد خالد الحسن الثقافي
صدر لي ديوان على ضفاف الذكريا ت وديوان وطن ينزف
[/color]